يلتقي ريال مدريد وبرشلونة يوم الأحد في كلاسيكو جديد بالدوري الإسباني، بعد مرور 96 عامًا على أول مواجهة بين الغريمين التقليديين. وعلى مدار هذه العقود، لم يكن اللقاء مجرد مباراة كرة قدم، بل ملحمة كروية تختصر تاريخ الصراع بين قطبي إسبانيا.
المباراة الأولى بين الغريمين
بدأت الحكاية في 17 فبراير/شباط 1929، حين استضاف برشلونة على ملعبه القديم “ليس كورتس” ريال مدريد في أول مباراة بين الفريقين في الليغا.
انتهى اللقاء بفوز الضيوف بهدفين مقابل هدف، لكن برشلونة رد في مباراة الإياب بفوزٍ بهدف نظيف، ليتوج بلقبه الأول في الدوري الإسباني.
وبالإضافة إلى ذلك، شكّلت هذه المواجهة بداية المنافسة الأزلية بين الفريقين التي لا تزال تشتعل حتى اليوم.
أكبر نتيجة في تاريخ كلاسيكو الليغا
على الرغم من أن المباريات بين الفريقين كانت عادة متقاربة، إلا أن موسم 1934/1935 حمل مفاجأة كبيرة.
فقد فاز برشلونة بخماسية نظيفة في الذهاب، لكن ريال مدريد قلب الطاولة في الإياب وانتصر بنتيجة 8-2، وهي أكبر نتيجة في تاريخ الكلاسيكو حتى الآن.
وبسبب هذا اللقاء، ترسخت فكرة أن الكلاسيكو لا يمكن التنبؤ به أبدًا.
أكبر تعادل في تاريخ الكلاسيكو
وفي عام 1943، شهد ملعب برشلونة القديم أكبر تعادل في تاريخ الفريقين عندما انتهت المباراة بنتيجة 5-5.
وبهذا، أكد اللقاء أن التنافس بين ريال مدريد وبرشلونة لا يعرف الهزيمة أو الاستسلام، بل يعتمد دائمًا على روح الإصرار والرد بالمثل.
أول مباراة تُبث تلفزيونيًا في إسبانيا
ثم جاءت لحظة تاريخية أخرى في 15 فبراير/شباط 1959، عندما كانت مباراة برشلونة وريال مدريد أول مواجهة تُبث عبر القنوات الإسبانية.
فاز ريال مدريد حينها بهدف نظيف، إلا أن برشلونة تُوج بلقب الدوري في نهاية الموسم، ما جعل تلك المباراة نقطة تحول في انتشار الكلاسيكو جماهيريًا وإعلاميًا.
جمهور مدريد يصفق لرونالدينيو
علاوة على ذلك، لا يمكن نسيان ليلة نوفمبر/تشرين الثاني 2005، عندما صفّق جمهور ريال مدريد للنجم البرازيلي رونالدينيو بعد أن قدّم أداءً خياليًا وسجل هدفين مذهلين في فوز برشلونة 3-0 في سانتياغو برنابيو.
ولذلك، تُعد تلك الليلة من أكثر لحظات الاحترام المتبادل ندرة في كرة القدم.
ميسي يُقدَّم للعالم من خلال الكلاسيكو
بعد ذلك، جاء الدور على الأسطورة ليونيل ميسي.
في 10 مارس/آذار 2007، قدّم الشاب الأرجنتيني البالغ من العمر 19 عامًا هاتريك تاريخيًا في شباك إيكر كاسياس على ملعب “كامب نو”.
ومنذ تلك المباراة، أصبح ميسي الوجه الأبرز في كلاسيكو إسبانيا لعقدٍ كامل.
السداسية التاريخية وبداية حقبة غوارديولا
ثم جاء موسم 2008/2009، الذي لا ينساه عشاق برشلونة.
ففي 2 مايو/أيار 2009، سحق برشلونة ريال مدريد بنتيجة 6-2 على ملعب “سانتياغو برنابيو”.
وبذلك، كانت المباراة إعلانًا رسميًا عن بداية حقبة بيب غوارديولا الذهبية التي غيّرت مفهوم كرة القدم الحديثة.
ميسي ورونالدو.. صراع الأساطير
ابتداءً من 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2009، دخل الكلاسيكو مرحلة جديدة تمامًا.
فقد التقى ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو للمرة الأولى في صراعٍ أسطوري دام نحو تسع سنوات، حيث تحوّل الكلاسيكو إلى مواجهة شخصية بينهما.
وبسبب هذا الصراع، تضاعفت المتابعة العالمية للمباريات، لتصبح مواجهة ريال مدريد وبرشلونة الحدث الرياضي الأكثر مشاهدة في العالم.
هيمنة مدريد وعودة برشلونة مع فليك
أخيرًا، ومع بداية العقد الحالي، هيمن ريال مدريد بين عامي 2020 و2024، محققًا خمس انتصارات مقابل خسارتين فقط.
ومع ذلك، تغيرت الموازين بوصول المدرب الألماني هانزي فليك، الذي أعاد الروح إلى الفريق الكتالوني.
فقد فاز برشلونة في مباراتي الذهاب والإياب الموسم الماضي بنتيجتي 4-0 و4-3، ليعلن بداية فصل جديد في تاريخ الكلاسيكو.
