في هذا السياق، ألقى السفير ناصر الهين، المندوب الدائم لدولة الكويت لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في جنيف، كلمة خلال أعمال المؤتمر السادس عشر لـ”أونكتاد”. وأعرب فيها عن تقدير الكويت للدور المحوري الذي تضطلع به المنظمة منذ أكثر من ستة عقود في دعم التنمية المستدامة وتعزيز اندماج الدول النامية في الاقتصاد العالمي بشكل عادل ومتوازن.
وأوضح السفير الهين أن الدول النامية لا تزال تواجه تحديات متشابكة، تتمثل في ضعف النمو الاقتصادي، وضيق الحيز المالي، وارتفاع أعباء الديون، إلى جانب آثار التغير المناخي والفجوة الرقمية. وأضاف أن هذه العوامل مجتمعة تعيق تحقيق أهداف التنمية المستدامة بأبعادها الثلاثة: الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.
ضرورة تنسيق الجهود بين الدول المتقدمة والنامية
وأشار السفير الكويتي إلى أن المتغيرات الاقتصادية العالمية الراهنة تتطلب تعزيز التنسيق بين الدول المتقدمة والنامية لضمان تمويل التنمية وتوسيع فرص النفاذ إلى الأسواق.
بالإضافة إلى ذلك، شدد على أهمية إزالة الحواجز الجمركية وغير الجمركية، وضمان مشاركة عادلة في سلاسل القيمة العالمية. كما دعا إلى تعزيز التعددية وتفعيل التعاون الدولي ضمن إطار قائم على القواعد يكون منفتحًا وعادلًا وشفافًا، بحيث تبقى منظمة التجارة العالمية في صميم هذا النظام.
المساعدات الإنمائية ودعم بلدان الجنوب
وعلاوة على ذلك، جدد السفير الهين تأكيد دولة الكويت على أهمية أن تكون المساعدات الإنمائية الرسمية والتمويل الميسر وسيلة فعالة لدعم جهود التنمية في الدول النامية. كما شدد على أهمية تعزيز التعاون بين بلدان الجنوب والتعاون الثلاثي باعتبارهما مكملين لا بديلين للتعاون بين الشمال والجنوب.
وأكد أن السياسة التجارية الكويتية ترتكز على الانفتاح والبعد الإنمائي، انطلاقًا من قناعة الدولة بأن الازدهار يجب أن يكون شاملًا للجميع.
الصندوق الكويتي نموذجًا في دعم التنمية
وفي هذا الإطار، أشار السفير إلى أن الكويت أنشأت الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية كأول مؤسسة تنموية في المنطقة لدعم الدول النامية. وبيّن أن الصندوق موّل مشاريع حيوية في قطاعات الزراعة والطاقة والمياه والنقل والتعليم والصحة.
بالإضافة إلى ذلك، لفت إلى أن الكويت أنشأت منطقة التجارة الحرة في عام 1998، بهدف تشجيع الاستثمارات الأجنبية وتعزيز التجارة البينية الإقليمية.
رؤية استراتيجية لمستقبل أكثر توازنًا
وأكد السفير الهين في كلمته أن الكويت تأمل في أن يتبنى المؤتمر رؤية استراتيجية مستقبلية تقوم على التعاون البنّاء بين دول العالم، بهدف إرساء مفاهيم جديدة تسهّل وتنظّم حركة التجارة والاقتصاد ضمن منظومة عالمية منصفة.
وبناءً على ذلك، شدد على أن هذه الرؤية من شأنها أن تسهم في تضييق الفجوة بين الدول المتقدمة والدول النامية، وتدعم تحقيق الازدهار المشترك.
الموقف الكويتي الثابت من القضية الفلسطينية
وفي ختام كلمته، جدد السفير الهين التأكيد على موقف الكويت الثابت في دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها حقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
كما شدد على دعم الكويت للجهود الرامية إلى تمكين الشعب الفلسطيني من تحقيق التنمية المستدامة في بيئة اقتصادية حرة ومستقرة.
خلاصة
تؤكد الكويت من خلال مشاركتها في مؤتمر “أونكتاد” السادس عشر على التزامها الراسخ بالعمل الجماعي الدولي، وتعزيز التعاون الاقتصادي لتحقيق التنمية المستدامة.
نتيجةً لذلك، تواصل الكويت دورها الإيجابي كجسر تنموي بين الشمال والجنوب، مسخّرةً خبرتها ومؤسساتها في سبيل تحقيق العدالة الاقتصادية والاستقرار العالمي.