الإثنين - 2025/12/08 2:49:03 مساءً

NE

News Elementor

هذا الموقع بــرعاية

إعلان ريغان الكندي في أميركا… سلاح دبلوماسي جديد لمواجهة سياسات الرسوم الجمركية

في خطوة غير مألوفة على صعيد العلاقات الدولية، أطلقت مقاطعة أونتاريو الكندية حملة دعائية تلفزيونية داخل الولايات المتحدة. وتستند الحملة إلى خطاب للرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان. والهدف من الحملة هو التأثير على الرأي العام الأميركي والدوائر السياسية بشأن سياسات التعريفات الجمركية التي يروّج لها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

خطاب ريغان… رسالة من الماضي إلى الحاضر

يعرض الإعلان مقطعًا من خطاب لريغان عام 1987. وحذّر ريغان من خطورة السياسات الحمائية. وأكد أن فرض تعريفات عالية يؤدي إلى ردود انتقامية من الشركاء التجاريين.

بالإضافة إلى ذلك، أشار إلى أن هذه السياسات تقلص الأسواق وتؤدي إلى انهيار أعمال وفقدان ملايين الوظائف. لذلك، اختارت كندا الاستناد إلى شخصية جمهورية بارزة. والهدف هو توجيه رسالة غير مباشرة للناخب الأميركي قبيل الانتخابات.

البعد السياسي والاقتصادي للحملة

تأتي الحملة في وقت يشهد فيه ملف التجارة بين الولايات المتحدة وكندا توترًا متزايدًا. فإدارة ترامب توعدت بإعادة فرض تعريفات جمركية واسعة على السلع الكندية.

وعلاوة على ذلك، تُعد كندا أحد أكبر الشركاء التجاريين لواشنطن. لذلك، أي تصعيد في الملف يؤثر على الاقتصاد الكندي والأميركي معًا. ومن المتوقع أن يؤدي فرض الرسوم إلى اضطراب سلاسل التوريد وارتفاع الأسعار وتراجع الوظائف.

اختيار القنوات الأميركية المستهدفة

عُرض الإعلان على قنوات أميركية بارزة مثل Newsmax وBloomberg. كما هناك خطط للتوسع إلى Fox News وNBC وCBS. وهذا الاختيار يتيح لأوتاوا الوصول إلى المجتمع الأميركي والتأثير على النقاش الانتخابي.

بالإضافة إلى ذلك، يرى محللون أن الحملة تحمل طابعًا استراتيجيًا. فهي تستخدم رمزية ريغان لخلق تباين فكري بين مواقفه المؤيدة للأسواق الحرة وبين توجهات ترامب نحو الانغلاق الاقتصادي.

دبلوماسية الإعلان العابر للحدود

يوصف هذا التحرك بأنه شكل جديد من الدبلوماسية الإعلامية أو “التأثير عبر الحدود”. فالحملات الإعلانية أصبحت وسيلة لإعادة تشكيل الرأي العام داخل دولة أخرى.

وعلى الرغم من أن هذه الطريقة غير تقليدية، إلا أنها تعكس إدراك كندا لأهمية الصورة الذهنية في السياسات الحديثة. لذلك، تعتمد أوتاوا على الإعلام والثقافة للتأثير على الرأي الأميركي، خصوصًا في القضايا الاقتصادية الحساسة.

انعكاسات الحملة على العلاقات الثنائية

في المقابل، قد تفتح الحملة الباب أمام موجة جديدة من الحملات المتبادلة بين البلدين عبر الإعلام. ومن المحتمل أن تستخدم الأطراف الأميركية أدوات مشابهة للتأثير في الرأي العام الكندي، خصوصًا في ملفات الهجرة والطاقة والبيئة.

ومع ذلك، تبقى المبادرة مؤشرًا على تطور أدوات السياسة الخارجية الكندية. فهي تهدف إلى تحقيق أهدافها بأساليب مبتكرة دون الدخول في مواجهات مباشرة.

خلاصة

إعلان ريغان الكندي في أميركا ليس مجرد مادة دعائية. بل هو رسالة سياسية تعكس قلق أوتاوا من السياسات الحمائية الأميركية. كما يؤكد أن كندا مستعدة لاستخدام جميع الأدوات المتاحة، حتى الرمزية منها، لحماية مصالحها الاقتصادية.

نتيجةً لذلك، يُتوقع أن يثير الإعلان نقاشًا داخليًا واسعًا في الولايات المتحدة حول جدوى العودة إلى سياسات الرسوم الجمركية. وبناءً على ذلك، يشكّل الإعلان اختبارًا جديدًا لتوازن العلاقة بين البلدين، خاصة مع استدعاء إرث شخصية بحجم رونالد ريغان، الذي ارتبط اسمه بالدعوة إلى الأسواق الحرة والانفتاح التجاري.

الاكثر قراءة

اشترك معنا

برعايـــة

حقوق النشر محفوظة لـ أخبار الكويت © 2025
تم تصميمه و تطويره بواسطة

www.enogeek.com