الأحد - 2025/12/07 6:24:42 مساءً

NE

News Elementor

هذا الموقع بــرعاية

المواجهة الكلامية بين ترامب وزيلينسكي: هل تغيّر موازين الحرب الأوكرانية؟

لم يكن الاجتماع الأخير بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي يوم 20 أكتوبر 2025 مجرد لقاء دبلوماسي روتيني، بل تحوّل إلى محطة كاشفة لتناقض المواقف بين واشنطن وكييف. على سبيل المثال، المشادة الكلامية في البيت الأبيض أبرزت حجم التوتر حول مستقبل الحرب الأوكرانية وأعادت رسم معادلات جديدة قد تؤثر على مسار الصراع.

1. الرسالة الأميركية: إنهاء الحرب بأي ثمن

أولًا، دخل ترامب الاجتماع وهو يحمل رؤية واضحة: وقف القتال عند خطوط المواجهة الحالية. بالإضافة إلى ذلك، يراه استمرار الحرب استنزافًا ماليًا وعسكريًا للولايات المتحدة ويهدد بانزلاق أوسع نحو مواجهة مباشرة مع روسيا.

على سبيل المثال، تصريحاته الحادة لزيلينسكي بأن “أوكرانيا قد لا تفوز” و”الوقت قد حان لإنهاء الحرب” تشير إلى أن واشنطن ترى أن الحل الواقعي يكمن في التجميد لا التصعيد، حتى لو ترتب على ذلك تنازل أوكراني عن بعض أراضيها.

2. الموقف الأوكراني: التمسك بالسيادة

في المقابل، جاء رد زيلينسكي غاضبًا وحادًا. لذلك، أي تنازل إقليمي يعد خيانة للشعب الأوكراني و”انتصارًا مجانيًا لموسكو”. علاوة على ذلك، تمسكه بخيار استعادة الأراضي المحتلة يعكس إصرار كييف على خوض معركة طويلة، حتى لو استمرت الخسائر العسكرية والاقتصادية.

بالإضافة إلى ذلك، طلبه صواريخ توماهوك يعكس حاجة أوكرانيا لزيادة قدراتها الهجومية، لكنه قوبل برفض أميركي قاطع، مما عمّق الفجوة في الثقة بين الطرفين.

3. أوروبا بين نارين

في المقابل، لم يقتصر المشهد على واشنطن وكييف. على سبيل المثال، العواصم الأوروبية تراقب بقلق كبير. إذ يخشى الاتحاد الأوروبي أن يؤدي الضغط الأميركي على أوكرانيا إلى فرض تسوية غير متوازنة تمنح روسيا فرصة لإعادة تثبيت نفوذها في شرق القارة.

علاوة على ذلك، الأوروبيون يخشون من تراجع الدعم الأميركي، ما سيجبرهم على تحمّل عبء الحرب اقتصاديًا وعسكريًا، وبالتالي زيادة الانقسامات الداخلية.

4. روسيا الرابح الصامت

من جهة أخرى، كان الكرملين المستفيد الأكبر من المواجهة الكلامية. لذلك، أي خلاف علني بين الحليفين الرئيسيين يعزز موقف موسكو التفاوضي ويمنحها فرصة للضغط أكثر. بالإضافة إلى ذلك، أي إشارة إلى قبول غربي بالأمر الواقع على الأرض تعطي روسيا شرعية جزئية على مكاسبها العسكرية.

5. مستقبل العلاقات الأميركية – الأوكرانية

نتيجةً لذلك، المشادة قد تمهّد لمرحلة جديدة:

  • واشنطن ستواصل دعم كييف، لكن ضمن شروط سياسية جديدة تفرض الواقعية على طاولة التفاوض.
  • كييف ستسعى لتعويض النقص في الدعم الأميركي عبر تعميق التعاون مع أوروبا وربما البحث عن مسارات جديدة مع شركاء آسيويين.
  • علاوة على ذلك، التباين بين الرؤية الأميركية والأوكرانية مرشّح للتوسع إذا لم يتم التوصل إلى صيغة وسط تحفظ مصالح الطرفين.

الخلاصة

على الرغم من أن المواجهة الكلامية بين ترامب وزيلينسكي لم تكن انفعالًا لحظيًا، إلا أنها إشارة واضحة إلى تغيّر موازين الحرب وأن الغرب لم يعد على قلب رجل واحد كما في بدايات الصراع. لذلك، المعادلة الجديدة قد تقود إلى تسوية قريبة على حساب أوكرانيا، أو إطالة الصراع وسط انقسامات دولية تزيد من تكلفته على الجميع.

الاكثر قراءة

اشترك معنا

برعايـــة

حقوق النشر محفوظة لـ أخبار الكويت © 2025
تم تصميمه و تطويره بواسطة

www.enogeek.com