الثلاثاء - 2025/10/21 2:32:02 صباحًا

NE

News Elementor

هذا الموقع بــرعاية

آلاف اليهود الأرثوذكس يحتجون في نيويورك ضد قرارات التجنيد الإسرائيلية

محتوي الخبر

شهدت مدينة نيويورك أمس الأحد تظاهرة حاشدة شارك فيها آلاف من اليهود الأرثوذكس (الحريديم) أمام القنصلية الإسرائيلية في مانهاتن. تُقام التظاهرة احتجاجًا على قرارات إسرائيلية جديدة تُلزم طلاب المدارس الدينية (اليشيفوت) بأداء الخدمة العسكرية. رفع المحتجون لافتات، ورددوا شعارات تندد بما وصفوه بـ“التدخل في نمط حياتهم الدينية”. وأكدوا أن دراسة التوراة بالنسبة لهم تعادل “خدمة روحية” لا تقل أهمية عن الخدمة العسكرية.

خلفية القرار الإسرائيلي

جاء هذا التحرك بعد قرار المحكمة العليا الإسرائيلية بإنهاء الاستثناءات التي كانت تُمنح للشباب الحريديين من التجنيد الإجباري. اشتعل الجدل داخل المجتمع الإسرائيلي. يرى المؤيدون أن القرار يُعزز مبدأ المساواة في الواجبات الوطنية بين جميع فئات المجتمع. في المقابل، اعتبر المعارضون أن القرار يشكل تهديدًا مباشرًا للهوية الدينية وللنمط التقليدي للحياة الأرثوذكسية في إسرائيل.

احتجاجات تمتد إلى الشتات اليهودي

اختيار نيويورك لم يكن صدفة. فالمدينة تضم أكبر جالية يهودية أرثوذكسية خارج إسرائيل. أراد المحتجون إرسال رسالة واضحة إلى الحكومة الإسرائيلية والمجتمع الدولي في الوقت نفسه. وأكد المشاركون أن الأزمة لا تقتصر على الداخل الإسرائيلي، بل تمتد لتشمل الشتات اليهودي حول العالم. بالإضافة إلى ذلك، يشدد المتظاهرون على ضرورة احترام حرية المعتقد والحياة الدينية في أي نظام ديمقراطي، بما في ذلك إسرائيل التي تدّعي الدفاع عن قيم الحرية.

تصاعد الانقسام الداخلي

يرى محللون أن هذه الاحتجاجات تُعمّق الانقسام داخل إسرائيل بين التيارات العلمانية والدينية. كما أشار بعض الخبراء إلى أن استمرار الأزمة قد يؤدي إلى إضعاف الحكومة الإسرائيلية، التي تواجه أصلًا تحديات اقتصادية وأمنية. وبينما يطالب التيار العلماني بتطبيق القانون على الجميع، يتمسك التيار الحريدي بموقفه الرافض. ويعتبر أن دراسة التوراة واجب ديني يفوق أي واجب مدني.

ضغوط خارجية متوقعة

يرى مراقبون أن تحرك الجالية الأرثوذكسية في الولايات المتحدة يشكّل ضغطًا سياسيًا على حكومة تل أبيب، إذ تُعد العديد من المنظمات اليهودية الأميركية من أبرز الداعمين الماليين والسياسيين لإسرائيل. نتيجة لذلك، قد تجد الحكومة نفسها مضطرة إلى إعادة النظر في سياساتها الخاصة بالتجنيد. كما قد تقدم تنازلات محدودة لتخفيف الغضب الداخلي والخارجي. ومن ناحية أخرى، يمكن أن تؤدي التظاهرات إلى تصدّع العلاقات بين إسرائيل والجاليات اليهودية في الخارج، التي شكلت طويلًا أحد أعمدة الدعم السياسي والاقتصادي لها.

مستقبل غامض للعلاقة بين الدين والدولة

بسبب هذه التطورات، تبدو إسرائيل مقبلة على مرحلة حساسة تعيد طرح سؤال العلاقة بين الدين والدولة في مجتمعها المتنوع. يطالب البعض بإعادة تعريف مفهوم “الخدمة الوطنية” ليشمل أشكالًا دينية وثقافية. في المقابل، يتمسك آخرون بضرورة الالتزام الكامل بالتجنيد كشرط أساسي للمواطنة المتساوية. لذلك، تُتوقّع تحولات سياسية واجتماعية كبيرة في المرحلة المقبلة، تشمل الداخل الإسرائيلي وكذلك علاقة الدولة العبرية بالشتات اليهودي في أنحاء العالم.

الاكثر قراءة

اشترك معنا

برعايـــة

حقوق النشر محفوظة لـ أخبار الكويت © 2025
تم تصميمه و تطويره بواسطة

www.enogeek.com