شهد البيت الأبيض حادثة غير مسبوقة أثارت جدلاً واسعاً في الإعلام الأميركي والعالمي، بعدما ردّت المتحدثة الرسمية كارولين ليفيت على سؤال صحفي حول أسباب اختيار بودابست مكاناً للقاء بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، بعبارة مفاجئة: «أمّك هي من فعلت».
وبسبب غرابة الموقف، ساد صمت للحظات داخل القاعة، ثم اندلعت موجة من التعليقات الساخرة والغاضبة على وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.
صدمة إعلامية غير معتادة
الرد الساخر وغير المألوف من ليفـيت أحدث صدمة بين الصحفيين الحاضرين.
وبالإضافة إلى ذلك، انتشر الفيديو بسرعة عبر المنصات الإخبارية العالمية، إذ رأى كثيرون أنه يمثل انحداراً خطيراً في مستوى الخطاب الرسمي للبيت الأبيض، الذي عُرف تقليدياً بالجدية والانضباط.
علاوة على ذلك، اعتبر محللون أن ما حدث يعكس تراجع الهيبة المؤسسية للإدارة الأميركية، خاصة في وقت تحاول فيه استعادة ثقة الإعلام بعد توترات سابقة.
ردود سياسية غاضبة
في سياق متصل، لم تتوقف التداعيات عند الإعلام، بل امتدت إلى الساحة السياسية.
فقد وصف زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب هاكيم جفريز تصريحات ليفيت بأنها «مريضة» و«معتوهة»، مؤكدًا أن إدارة ترامب تستخدم لغة الاستفزاز بدلاً من اللياقة السياسية.
لذلك، دعا عدد من النواب الديمقراطيين إلى تحقيق داخلي لمعرفة ما إذا كان الرد يعكس توجهاً رسمياً أم تصرفاً فردياً.
في المقابل، دافع مقربون من الإدارة عن المتحدثة، قائلين إن السؤال كان مستفزاً وإن الرد «جاء بعفوية».
أصداء دولية ومخاوف متزايدة
على الصعيد الدولي، تناقلت وكالات الأنباء تفاصيل الواقعة بوصفها تحولاً مقلقاً في طبيعة المؤتمرات الصحفية الأميركية.
ففي السابق، تميزت تلك المؤتمرات بالانضباط، أما الآن فقد باتت اللغة الرسمية أقرب إلى الخطاب الشعبوي الساخر.
وبسبب هذا التغير، عبّر دبلوماسيون أوروبيون عن قلقهم من تراجع صورة الولايات المتحدة كقوة تحترم الأعراف الدبلوماسية.
بالإضافة إلى ذلك، حذّر محللون في لندن وبرلين من أن الحادثة قد تؤثر في الثقة الدولية بالبيت الأبيض، خصوصاً في ملفات حساسة كالعلاقات مع روسيا والصين.
قراءة تحليلية للحدث
يرى خبراء سياسيون أن الحادثة تكشف عمق التوتر بين الإدارة الأميركية ووسائل الإعلام.
فمن جهة، تسعى إدارة ترامب إلى فرض خطاب أكثر حدة تجاه الصحفيين المنتقدين.
ومن جهة أخرى، يزداد اعتماد الخطاب الساخر الذي يجذب بعض الجمهور، لكنه يضر بالمهنية والمصداقية.
نتيجة لذلك، تمر العلاقة بين السلطة والإعلام بمرحلة حرجة تتسم بالتجاذب وتراجع الثقة المتبادلة.
مستقبل الخطاب الرسمي في البيت الأبيض
في ضوء ذلك، يتساءل مراقبون: هل أصبحت السخرية سمة جديدة في لغة البيت الأبيض؟
على الرغم من محاولات الإدارة تبرير الحادثة، إلا أن تبعاتها ما تزال تتفاعل داخلياً ودولياً.
وبناءً على ذلك، يتوقع أن تدفع الواقعة الإدارة الأميركية إلى إعادة تقييم أسلوب التواصل مع الصحافة، لتجنب أزمات جديدة قد تضر بصورة الولايات المتحدة عالمياً.