الأحد - 2025/10/19 9:16:55 مساءً

NE

News Elementor

هذا الموقع بــرعاية

من تجربة آش إلى خوارزميات تيك توك: كيف تحولت إسرائيل من صناعة الوهم إلى شراء النفوذ الرقمي

محتوي الخبر

في خمسينيات القرن الماضي، كشف عالم النفس الاجتماعي سولومون آش أن الإنسان يتنازل عن الحقيقة تحت ضغط الأغلبية الوهمية. لعقود، استغلت إسرائيل هذه الحقيقة في حملاتها، مستخدمة الجيوش الإلكترونية لـ صناعة الوهم على فيسبوك وتويتر. لكن مع صعود تيك توك، وجدت إسرائيل نفسها أمام تحدٍّ يكشف حدود استراتيجيتها، فانتقلت إلى مرحلة شراء النفوذ الرقمي والتحكم في خوارزميات تيك توك.

1. فشل الاستراتيجية القديمة على تيك توك

شكلت منصة تيك توك منبراً عالمياً قوياً لـ الرواية الفلسطينية، مما أدى إلى انهيار استراتيجية صناعة الوهم الإسرائيلية. أبرز أسباب هذا الفشل هي:

  • قوة الصورة الحية: مشاهد غزة والضحايا انتشرت بقوة خوارزمية تيك توك، وتفوقت على الدعاية الرسمية الجافة.
  • جيل شاب مقاوم: مستخدمو تيك توك هم جيل شاب أكثر وعيًا وأقل قابلية للانجرار وراء الأغلبية الوهمية.
  • انهيار الجيوش الإلكترونية: المحتوى الإبداعي والسخرية السياسية فضحت ضعف الرسائل الإسرائيلية المعتمدة على الجيوش الإلكترونية.

2. الانتقال إلى شراء النفوذ والسيطرة على الخوارزميات

بعد أن عجزت إسرائيل عن خوض المعركة الرقمية بأساليبها القديمة، انتقلت إلى مرحلة التحكم في الخوارزميات عبر أدوات الضغط السياسي في الولايات المتحدة:

أ. الضغط السياسي لإجبار تيك توك على البيع

استغلت إسرائيل نفوذها السياسي لدفع اتجاهات نحو إجبار تيك توك على البيع أو الخضوع لرقابة أمريكية. هذا المسار يتيح لها التأثير المباشر على آلية إدارة المنصة.

ب. معركة الخوارزميات: تغيير قواعد اللعبة

الخطة الجديدة تقوم على إعادة برمجة خوارزمية التوصية بحيث تُظهر المحتوى المؤيد لـ إسرائيل وتُهمّش الرواية الفلسطينية. هذا التحول يهدف إلى تحويل “الضغط الجماعي” من جماهير وهمية إلى ضغط مصطنع من ذكاء اصطناعي موجّه.

3. الجدل الدولي: الرقابة الرقمية وحرية التعبير

هذه الخطوات تواجه اعتراضات واسعة في الولايات المتحدة نفسها، حيث يعتبرها ناشطون ومؤسسات مدافعة عن حرية التعبير نوعًا من الرقابة الرقمية المقنّعة.

  • قتل التعددية: تهدف هذه المحاولات إلى قتل التعددية في الفضاء الرقمي وتقييد وصول الجمهور إلى مصادر معلومات متنوعة.
  • مخاوف المستخدمين: محاولة تسييس الخوارزميات تثير مخاوف من فقدان ثقة المستخدمين في المنصة وتهدد مستقبلها القانوني.

خلاصة: هل تنجح قوة الصورة أم الخوارزميات الموجهة؟

من تجربة آش في خمسينيات القرن الماضي إلى معركة الخوارزميات اليوم، يتضح أن إسرائيل تحاول باستمرار إعادة إنتاج الضغط الجماعي: مرة عبر الجماهير الوهمية، واليوم عبر شراء النفوذ والسيطرة على الخوارزميات. لكن يبقى السؤال مفتوحًا: هل ستنجح في ترويض تيك توك، أم أن قوة الصورة وصوت الشعوب ستستمر في كسر كل محاولات صناعة الوهم؟

الاكثر قراءة

اشترك معنا

برعايـــة

حقوق النشر محفوظة لـ أخبار الكويت © 2025
تم تصميمه و تطويره بواسطة

www.enogeek.com