في خطوة سيادية نالت إشادة واسعة من جماهير العالمين العربي والإسلامي، أعلنت الحكومة الإندونيسية رفضها إصدار تأشيرات دخول لمنتخب الجمباز الإسرائيلي، المشارك في بطولة العالم للجمباز الفني المقرر انطلاقها في العاصمة جاكرتا. هذا القرار يُعد رسالة واضحة بـ رفض التطبيع الرياضي و دعم القضية الفلسطينية.
1. قرار سيادي: رفض التطبيع الرياضي ودعم فلسطين
أوضحت السلطات الإندونيسية أن قرار منع مشاركة إسرائيل في بطولة العالم للجمباز جاء نتيجة التزامها الثابت بـ دعم القضية الفلسطينية ورفض أي شكل من أشكال التطبيع الرياضي مع إسرائيل في ظل استمرار الانتهاكات.
أ. التأييد الشعبي والرسمي في إندونيسيا
- رسالة تضامن: لاقى القرار تأييداً كبيراً من مؤسسات دينية واجتماعية في إندونيسيا، معتبرين أنه يُعد رسالة تضامن قوية مع غزة والشعب الفلسطيني.
- نموذج أخلاقي: أشاد مراقبون في العالم العربي بالموقف الإندونيسي، واعتبروه نموذجاً لكيفية توظيف الرياضة كمنصة لـ إعلاء القيم الإنسانية.
ب. الرسالة الجيوسياسية للقرار
ترى جاكرتا أن استضافة البطولات لا تعني التخلي عن مبادئها، وأن على المجتمع الدولي تحمّل مسؤولياته لوقف الانتهاكات الإسرائيلية بدلاً من مطالبة الدول المضيفة بـ التغاضي عن الانتهاكات.
2. الازدواجية في المعايير الدولية: مقارنة بين روسيا وإسرائيل
يكشف الموقف الإندونيسي عن وجود ازدواجية في المعايير داخل المجتمع الرياضي الدولي، خصوصاً عند مقارنته بـ تجربة روسيا بعد اندلاع الحرب الأوكرانية عام 2022:
| الإجراءات ضد روسيا (2022) | الإجراءات المطلوبة ضد إسرائيل |
| حظر شامل على الرياضيين الروس والبيلاروس في بطولات العالم والأولمبياد. | مطالبة الدول المضيفة (إندونيسيا) بالتغاضي عن الانتهاكات والسماح بالمشاركة. |
| منع الأندية والمنتخبات الروسية من المشاركة في تصفيات كأس العالم ودوري أبطال أوروبا. | انتقاد اللجنة الأولمبية الدولية لـ إندونيسيا بسبب منع مشاركة إسرائيل. |
يُظهر هذا التباين أن المجتمع الدولي يستخدم معايير مزدوجة في التعامل مع الأزمات، حيث سارعت المؤسسات الرياضية لفرض عزلة رياضية كاملة على روسيا، بينما يُنظر إلى القرار الإندونيسي على أنه “مُسيّس” وغير مقبول، رغم أنه يستند إلى دوافع إنسانية تتعلق بوقف انتهاكات حقوق الإنسان.
3. أبعاد القرار: الرياضة في خدمة العدالة الإنسانية
قرار إندونيسيا يفتح المجال أمام مزيد من الضغط الشعبي والرسمي حول العالم لـ عزل إسرائيل رياضياً حتى تلتزم بـ القانون الدولي. النقاط الأساسية للقرار هي:
- رفض الشرعية: رفض قاطع لإعطاء الشرعية لممارسات الاحتلال عبر منصات الرياضة الدولية.
- أولوية القيم: التأكيد على أن الرياضة ليست بمنأى عن القيم الأخلاقية، وأن التضامن مع الشعوب المظلومة يسبق أي منافسة على الميداليات.
خلاصة: إندونيسيا والموقف الأخلاقي
إن الموقف الإندونيسي بارز، كونه يعكس إرادة حقيقية لوضع الرياضة في خدمة العدالة الإنسانية. لقد تحوّلت بطولة العالم للجمباز إلى منصة سياسية تذكّر العالم بـ الازدواجية في المعايير وتؤكد على أن إندونيسيا لن تتخلى عن مبادئها من أجل استضافة دولية.
