السبت - 2025/10/18 5:42:20 مساءً

NE

News Elementor

هذا الموقع بــرعاية

المفارقة اليهودية: من اعتراف بن غوريون بالسرقة إلى اعتراف أوروبا بدولة فلسطين

محتوي الخبر

يكشف كتاب المفارقة اليهودية لزعيم الحركة الصهيونية ناحوم غولدمان، ومن خلال اعترافات ديفيد بن غوريون، أن إسرائيل تأسست ككيان توسعي. فقد صرح بن غوريون بوضوح: “لقد جئنا وسرقنا بلدهم.” وهو اعتراف صارخ بأن الدولة العبرية قامت على اقتلاع شعب آخر. لكن المفارقة التاريخية تكمن في أن ما بدأ كاعتراف داخلي، يتحول اليوم إلى واقع تدركه وتُقر به دول كبرى من صانعي التاريخ الاستعماري أنفسهم، عبر الاعتراف بدولة فلسطين.

أوروبا تعترف بدولة فلسطين: تحول تاريخي

لعبت قوى أوروبية، على رأسها بريطانيا وفرنسا، دورًا محوريًا في تأسيس إسرائيل في منتصف القرن الماضي. اليوم، تحدث المفارقة اليهودية مجددًا، حيث بدأت هذه الدول، ومعها دول أوروبية أخرى، بالاعتراف رسميًا بدولة فلسطين.

هذا التحول ليس رمزيًا فحسب، بل يحمل أبعادًا عميقة:

  • اعتراف متأخر بالظلم: يمثل إقرارًا بالظلم التاريخي الواقع على الشعب الفلسطيني.
  • رسالة لإسرائيل: هو ضغط دولي يؤكد أن التوسع لم يعد مقبولاً، حتى من الحلفاء التقليديين.
  • عزل واشنطن: يمثل ضغطًا غير مباشر على الولايات المتحدة التي لا تزال ترفض الاعتراف بدولة فلسطين، مما يجعلها أكثر عزلة أمام الرأي العام الغربي.

الاعتراف بدولة فلسطين يضغط على واشنطن

تضع الاعترافات الأوروبية الأخيرة الولايات المتحدة في موقف حرج. فواشنطن، التي كانت الداعم الأكبر والأعمى لإسرائيل، تجد نفسها متهمة بالانحياز. في الوقت الذي يتحرك فيه الحلفاء الأوروبيون نحو الاعتراف بدولة فلسطين والحقوق الفلسطينية، لا تستطيع أمريكا تجاهل هذا التغيير إلى الأبد، خاصة مع تزايد الضغط الشعبي والدبلوماسي.

الجيل الجديد: صوت يغير المعادلة الغربية

هذا التحول لا يقتصر على الحكومات، بل يعكس مزاجًا شعبيًا جديدًا في الغرب:

  • في أوروبا: حركات طلابية وجماهيرية واسعة تدعم العدالة لفلسطين وتطالب برلماناتها بـ الاعتراف بدولة فلسطين.
  • في أمريكا: تُظهر استطلاعات الرأي أن الجيل الجديد من الشباب لم يعد يتبنى الرواية الإسرائيلية التقليدية، بل يرى في الفلسطينيين شعبًا مظلومًا يستحق دولته المستقلة.
  • يشكل هذا الوعي الشعبي المتنامي عامل ضغط قد يُجبر الساسة الغربيين على إعادة النظر في تحالفاتهم التقليدية.

رؤية عربية: استثمار التحول لخدمة القضية

أمام هذه المتغيرات، تقع على الدول العربية مسؤولية مضاعفة:

  1. استثمار دبلوماسي: تعزيز التحول الأوروبي عبر الدبلوماسية النشطة.
  2. بناء تحالفات: إنشاء جسور مع القوى الشعبية والطلابية الغربية الداعمة لفلسطين.
  3. حل الدولتين: الاستمرار في طرحه كخيار عادل وواقعي يضمن السيادة للفلسطينيين.

كلمة أخيرة

إذا كانت المفارقة اليهودية قد كشفت حقيقة التأسيس القائمة على السطو، فإن المفارقة الدولية اليوم تكمن في أن بعض من ساهموا في إنشاء إسرائيل يعترفون الآن بالضحية. إنها فرصة تاريخية للعرب لإعادة إحياء القضية وتحويل الدعم الدولي المتنامي إلى خطوات عملية تضمن حل الدولتين ومستقبلًا أكثر عدالة واستقرارًا للمنطقة.

الاكثر قراءة

اشترك معنا

برعايـــة

حقوق النشر محفوظة لـ أخبار الكويت © 2025
تم تصميمه و تطويره بواسطة

www.enogeek.com