السبت - 2025/10/18 11:45:31 مساءً

NE

News Elementor

هذا الموقع بــرعاية

فنزويلا تُحاصر… والأرجنتين تُكافأ: السياسة الأميركية على ميزان إسرائيل

محتوي الخبر

تدخل فنزويلا مرحلة أكثر تعقيدًا مع تصعيد الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضد نظام نيكولاس مادورو. إذ منح ترامب وكالة الاستخبارات المركزية صلاحيات واسعة لتنفيذ عمليات سرّية تحت ذريعة مكافحة المخدرات. وبالإضافة إلى ذلك، شهدت السواحل الكاريبية مواجهات مسلّحة واتهامات متبادلة، في حين سارعت كاراكاس إلى تقديم شكوى رسمية إلى الأمم المتحدة.

مفارقة بين فنزويلا والأرجنتين

في المقابل، يظهر التناقض بوضوح بين تعامل واشنطن مع فنزويلا والأرجنتين. فبينما تتعامل واشنطن مع كاراكاس كـ“عدو” وتحاصرها بالعقوبات والأحكام القضائية، تُكافئ بوينس آيرس بتقديم دعم اقتصادي ضخم.

على سبيل المثال، ألزمت المحاكم الأميركية شركة النفط الوطنية الفنزويلية بدفع 2.86 مليار دولار، بينما منحت واشنطن الأرجنتين بقيادة خافيير ميلي تمويلًا يتجاوز 20 مليار دولار.

وعلاوة على ذلك، لا يقتصر الفارق على السياسات الاقتصادية فحسب، بل يمتد أيضًا إلى المواقف الدولية. فالأرجنتين اختارت التقارب مع إسرائيل، في حين تتبنى فنزويلا خطابًا داعمًا لـ فلسطين وحلّ الدولتين. لذلك، تتبع الولايات المتحدة في سياستها الخارجية نهجًا يقوم على مكافأة الحلفاء ومعاقبة الخصوم وفقًا لمواقفهم من الملفات الإقليمية.

المعارضة الفنزويلية في الواجهة

من جهة أخرى، أثارت المعارضة بقيادة ماريا كورينا ماشادو، التي نالت جائزة نوبل للسلام 2025، جدلًا واسعًا في الداخل. فقد اعتبرت الحكومة الفنزويلية أن الجائزة “مسيسة” وتهدف إلى خدمة الأجندة الغربية.

وبالإضافة إلى ذلك، تحظى المعارضة بدعم سياسي وإعلامي من الولايات المتحدة، إذ تتبنى خطابًا أكثر قربًا من المواقف الإسرائيلية. بينما يصرّ مادورو على وصف ما يحدث في غزة بأنه إبادة جماعية، داعيًا إلى وقف تسليح إسرائيل ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني.

صراع يمتد من كراكاس إلى غزة

ومع استمرار التوترات، يتضح أن الأزمة الفنزويلية لم تعد محلية. بل أصبحت، في الواقع، جزءًا من صراع دولي متشابك يمتد من أميركا اللاتينية إلى الشرق الأوسط. على سبيل المثال، تتقاطع مواقف كراكاس بشأن فلسطين مع خطابات دول عربية تنتقد الانحياز الأميركي، مما يعكس تشابهًا في خطوط الانقسام الجيوسياسي.

وعلاوة على ذلك، يكثّف البيت الأبيض جهوده لمنع تمدد النفوذ الروسي والصيني في أميركا الجنوبية، من خلال زيادة الضغط الاقتصادي والسياسي على الحكومات اليسارية. لذلك، يبدو أن فنزويلا أصبحت ساحة اختبار جديدة في سباق القوى الكبرى.

مفترق طرق حاسم

اليوم تقف فنزويلا أمام خيارين لا ثالث لهما: إما الانخراط في مسار سياسي جديد يفتح الباب أمام التسويات، أو الانزلاق نحو عزلة أعمق قد تدفع شعبها إلى المزيد من الهجرة والمعاناة. ومع ذلك، تتقلّص فرص الحلّ السياسي مع استمرار الولايات المتحدة في التصعيد وإصرار مادورو على عدم تقديم تنازلات جوهرية.

في النهاية، يمكن القول إن المشهد الحالي يعكس تشابك السياسة العالمية أكثر من أي وقت مضى. فالقضايا لم تعد منفصلة؛ إذ باتت كراكاس ترتبط بـ غزة، والنفط الفنزويلي يرتبط بالملف النووي الإيراني، والاقتصاد الأميركي يتقاطع مع نفوذ الصين وروسيا في نصف الكرة الجنوبي. لذلك، فإن كل خطوة يتخذها قادة فنزويلا اليوم تُحدث صدىً واسعًا في مناطق بعيدة من العالم.

الاكثر قراءة

اشترك معنا

برعايـــة

حقوق النشر محفوظة لـ أخبار الكويت © 2025
تم تصميمه و تطويره بواسطة

www.enogeek.com