السبت - 2025/10/18 5:53:28 مساءً

NE

News Elementor

هذا الموقع بــرعاية

دراسة أكسفورد تحذر: هل يواجه الإنترنت خطر “الموت البطيء” بفعل الذكاء الاصطناعي؟

محتوي الخبر

في السنوات الأخيرة، تحدثت أصوات أكاديمية وتقنية عالمية بإلحاح عن مستقبل الإنترنت في ظل الطفرة السريعة التي يشهدها الذكاء الاصطناعي التوليدي. وقد حذّر باحثو معهد الإنترنت بجامعة أكسفورد من ظاهرة تُعرف باسم “الانهيار النماذجي” (Model Collapse)، وتحدث هذه الظاهرة عندما تُدرّب الشركات النماذج الذكية على بيانات تولدها أنظمة الذكاء الاصطناعي نفسها.

الانهيار النماذجي وفقدان المحتوى الإنساني

تُظهر الدراسة أن هذا الاتجاه يؤدي تدريجيًا إلى فقدان المحتوى الإنساني الأصيل. لذلك، تتراجع جودة المعرفة عبر الشبكة، وتصبح المعلومات المتاحة مكررة وتدور في دائرة مغلقة.

بالإضافة إلى ذلك، يرى باحثون أن هذا المسار قد يقود إلى “الإنترنت الميت”، حيث يهيمن المحتوى الصناعي على الإنتاج البشري. ونتيجةً لذلك، يُفقد المحتوى الرقمي أصالته، ويُنتج المستخدمون معلومات سطحية تُضعف قدرتهم على الوصول إلى الإبداع والمعرفة الحقيقية.

وجهات نظر متباينة حول “موت الإنترنت”

في المقابل، يعتقد بعض الخبراء أن الحديث عن موت الإنترنت مبالغ فيه. فهم يعتبرون ما يحدث تحولًا جذريًا في طبيعة الشبكة وليس نهايتها. كما يتزايد المحتوى المولَّد آليًا بوتيرة غير مسبوقة، ويستخدم الناس أدوات الذكاء الاصطناعي في البحث والإعلام والتفاعل الاجتماعي.

علاوة على ذلك، يرى المتخصصون أن التغيير لا يحمل جانبًا سلبيًا فقط، بل يمكن أن يفتح الباب أمام إبداع رقمي جديد، شرط أن يحافظ الإنسان على دوره في المراقبة والتوجيه.

أصوات من عالم التكنولوجيا تحذر

من جانب آخر، عبّر عدد من رواد التكنولوجيا عن قلقهم من هذه التحولات. على سبيل المثال، قال ألكسيس أوهانيان مؤسس “ريديت” إن الإنترنت بات مليئًا بالروبوتات والمحتوى شبه الصناعي.

كذلك، حذر باحثون من أن استمرار هذا الاتجاه يشوه بيئة الإنترنت التي قامت أصلًا على التفاعل والإبداع البشري. لذلك، دعا الخبراء إلى وضع سياسات واضحة ومعايير جديدة تضمن بقاء الإنسان في قلب التجربة الرقمية، خاصة مع تزايد الاعتماد على الخوارزميات في توليد النصوص والصور والمقاطع الصوتية.

مرحلة انتقالية لا نهاية رقمية

من جهة أخرى، تؤكد المؤشرات أن الإنترنت يمر بمرحلة انتقالية مهمة، لا بنهاية فعلية. فالعالم الرقمي، الذي كان فضاءً حرًا للإبداع، يتحول تدريجيًا إلى ساحة تشاركها الخوارزميات والمحتوى الاصطناعي.

ومع ذلك، تُدرك المؤسسات التقنية خطر هذا التحول، وتتعاون مع الجامعات والمراكز البحثية لتطوير أنظمة توازن بين الذكاء الآلي والمساهمة البشرية.

وباختصار، لا يتحدد مستقبل الإنترنت بالموت أو البقاء، بل بقدرتنا على إدارة العلاقة بين الإنسان والآلة. لذلك، يحتاج العالم إلى بناء إنترنت مستدام يقوم على معايير شفافة وتنظيمات عادلة لضمان بقاء المعرفة أصيلة والإبداع حيًا في العقد القادم.

الاكثر قراءة

اشترك معنا

برعايـــة

حقوق النشر محفوظة لـ أخبار الكويت © 2025
تم تصميمه و تطويره بواسطة

www.enogeek.com