مزارعو أمريكا غاضبون من صفقة الأرجنتين: تمويل لمنافس مباشر وسط أزمة الصويا

أثارت حزمة التمويل الكبرى التي أعلنت عنها الإدارة الأميركية لـ دعم الأرجنتين، والتي تصل إلى 20 مليار دولار، موجة استياء واسعة داخل الأوساط الزراعية الأمريكية. يرى المزارعون الأميركيون أن واشنطن تُقدم دعماً مالياً ضخماً لـ منافس مباشر في السوق العالمية، بينما هم يواجهون أزمة زراعية داخلية خانقة.

1. مصدر الغضب: تمويل منافس الصويا العالمي

جاءت الحزمة التمويلية عبر تسهيلات مصرفية وخط مبادلة عملات، بهدف دعم استقرار البِسو الأرجنتيني. لكن مصدر الغضب الأكبر جاء من مزارعي الصويا في الولايات المتحدة، خصوصاً في ولايات الغرب الأوسط.

• المنافسة المباشرة: الأرجنتين والبرازيل هما المنافسان الرئيسيان للولايات المتحدة في تصدير الصويا إلى الصين، أكبر مستورد عالمي.
• الحرب التجارية: قلّصت الصين مشترياتها من المحصول الأميركي بسبب الحرب التجارية، ما دفعها للتوجه نحو الصادرات الأرجنتينية.

ومع إعلان بوينس آيرس عن خفض أو تعليق رسوم التصدير على الحبوب، ازدادت تنافسية الصادرات الأرجنتينية، ما يعني قدرة أكبر على تلبية الطلب الصيني على حساب المزارع الأميركي.

2. شعار “أميركا أولاً” في مهب الريح

عبّر كثير من المزارعين عن شعورهم بالخذلان، معتبرين أن شعار “أميركا أولاً” الذي رُفع لحمايتهم، بات يتناقض بشكل صارخ مع تمويل دولة منافسة.

وصف بعضهم الصفقة بأنها “تمويل إفلاسنا بأموالنا”، في إشارة إلى أن الخزانة الأميركية تُوجّه مواردها لإنعاش قطاع زراعي أجنبي بدلاً من إنقاذ الداخل الذي يعاني من انخفاض الأسعار وتراجع الدخل الزراعي. هذه القضية باتت ورقة ضغط انتخابية حاسمة.

3. الأبعاد الاقتصادية والسياسية وراء الدعم

اقتصادياً، يخشى خبراء الزراعة أن تؤدي صفقة دعم الأرجنتين إلى زيادة الضغط على الأسعار العالمية وتراجع هوامش الربح للمزارعين الأميركيين.

سياسياً، يطالب نواب ومزارعون الإدارة الأمريكية بإعادة النظر في أولوية الدعم وتوجيهه نحو الداخل الأميركي قبل الخارج. وقد يضطر المشرعون لإجراء تعديل في شروط التمويل للتخفيف من الضغوط على المزارعين الأميركيين.

خلاصة: اختبار لصدقية الدعم الداخلي

بينما تحتفل الأرجنتين بمليارات الدعم، يعيش المزارع الأميركي حالة من القلق والخيبة، مطالباً بإعادة التوازن بين دعم الخارج وحماية الداخل. باتت صفقة دعم الأرجنتين اختباراً جديداً لمدى صدقية شعار “أميركا أولاً” والالتزام بحماية القطاع الزراعي الأمريكي في مواجهة المنافسة الخارجية والحرب التجارية المستمرة.