الأحد - 2025/10/19 8:30:21 صباحًا

NE

News Elementor

هذا الموقع بــرعاية

فضيحة أمنية تهز لندن: اتهامات بتسريب أسرار بريطانية حساسة إلى الصين

محتوي الخبر

دخلت بريطانيا في دوامة سياسية وأمنية جديدة بعد تصريحات دومينيك كامينغز، المستشار السابق لرئيس الوزراء البريطاني، الذي اتهم الحكومة بالتغطية على تسريب كميات ضخمة من المعلومات السرية إلى الصين.
وقد أثارت هذه التصريحات ضجة كبرى داخل الأوساط السياسية والإعلامية، نظرًا لحساسيتها وخطورتها على الأمن القومي البريطاني.

اتهامات ثقيلة من داخل أروقة السلطة

في تفاصيل مثيرة، أوضح كامينغز أن الاختراق وقع عبر أنظمة حكومية لنقل البيانات الحساسة.
وأضاف أن التسريبات شملت مواد مصنفة ضمن أعلى درجات السرية في مؤسسات الدولة.
وبالإضافة إلى ذلك، أشار إلى أن الحادثة جرى التعتيم عليها منذ عام 2020، بسبب مخاوف من تضرر العلاقات الاقتصادية مع بكين، وكذلك خشية انكشاف ضعف البنية السيبرانية لبريطانيا أمام الرأي العام.

ولذلك، جاءت تصريحاته لتعيد إلى الأذهان النقاش المتجدد حول مدى جاهزية النظام البريطاني لحماية بياناته في عصر التجسس الرقمي والهجمات السيبرانية المتصاعدة.

نفي حكومي ومحاولات للتهدئة

في المقابل، سارعت الحكومة البريطانية إلى نفي الاتهامات بشكل قاطع.
فقد أكدت في بيان رسمي أن “الأنظمة الخاصة بنقل المعلومات الأكثر سرية لم تتعرض لأي خرق”.
وعلاوة على ذلك، شدد متحدث باسم رئاسة الوزراء على أن الحكومة تتعامل بصرامة مع أي تهديدات سيبرانية محتملة.

كما وصف عدد من المسؤولين الأمنيين السابقين مزاعم كامينغز بأنها “غير صحيحة على الإطلاق”، معتبرين أن ما حدث مجرد تضخيم إعلامي لأغراض سياسية.
ومع ذلك، يرى مراقبون أن رد الحكومة لم يكن كافياً لإغلاق الملف، بل زاد من حدة التساؤلات حول شفافية السلطات في التعامل مع الحوادث الأمنية الحساسة.

مطالب برلمانية بالتحقيق

من ناحية أخرى، تصاعدت الضغوط داخل البرلمان البريطاني، حيث طالبت أحزاب المعارضة بفتح تحقيق مستقل وشامل لمعرفة حقيقة ما جرى.
وبالإضافة إلى ذلك، أعلن عدد من النواب المحافظين دعمهم لفكرة تشكيل لجنة خاصة للنظر في الأدلة التي تحدث عنها كامينغز.
أما الأخير، فقد أكد استعداده لتقديم كل ما يملكه من معلومات ووثائق أمام اللجنة البرلمانية، في خطوة تزيد من مصداقية روايته لدى الرأي العام.

في المقابل، عبّر بعض السياسيين عن خشيتهم من أن يؤدي فتح التحقيق إلى توتر إضافي في العلاقات مع الصين، خاصة إذا ثبت أن التسريب كان فعلاً ذا طابع استخباراتي منسق.

تداعيات دولية وأمنية

يرى محللون أن هذه القضية قد تفتح فصلًا جديدًا من التوتر بين لندن وبكين.
ففي حال تأكدت صحة التسريبات، ستُعتبر الصين قد اخترقت أحد أهم الحلفاء الغربيين في مجال الأمن السيبراني.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الأمر قد يؤثر سلباً على التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين، خصوصًا في مجالات التكنولوجيا والاتصالات.

ومن ناحية أخرى، هناك من يعتقد أن الاتهامات قد تُستخدم سياسيًا داخل بريطانيا نفسها.
فالبعض يرى أن كامينغز يحاول تصفية حسابات قديمة مع الحكومة الحالية بعد خروجه من دائرة السلطة.
بينما يرى آخرون أن تصريحاته تمثل محاولة لإطلاق جرس إنذار حول الثغرات الأمنية البريطانية التي قد تستغلها قوى أجنبية.

مستقبل العلاقات البريطانية – الصينية

نتيجةً لذلك، يجد صانع القرار البريطاني نفسه أمام معادلة صعبة.
فمن جهة، لا يمكن تجاهل المخاوف الأمنية المتعلقة بالاختراقات الإلكترونية.
ومن جهة أخرى، لا تستطيع لندن التضحية بعلاقاتها التجارية مع بكين، التي تُعد شريكاً اقتصادياً رئيسياً.
وبالتالي، يبدو أن الحكومة البريطانية تحاول الموازنة بين حماية الأمن القومي والحفاظ على المصالح الاقتصادية في وقت يشهد فيه العالم تنافساً محتدماً بين الشرق والغرب.

خلاصة المشهد

في النهاية، تكشف هذه الأزمة عن هشاشة الوضع السيبراني البريطاني من جهة، وعن تعقيدات السياسة الخارجية تجاه الصين من جهة أخرى.
وبالإضافة إلى ذلك، تعكس القضية حجم الصراع الداخلي بين النخب السياسية في لندن، خاصة مع اقتراب الانتخابات المقبلة.
ولذلك، فإن ما بدأ كتسريب محتمل قد يتحول إلى ملف استراتيجي يعيد تشكيل العلاقات البريطانية – الصينية في المرحلة المقبلة.

الاكثر قراءة

اشترك معنا

برعايـــة

حقوق النشر محفوظة لـ أخبار الكويت © 2025
تم تصميمه و تطويره بواسطة

www.enogeek.com