رغم الإعلان عن اتفاق تهدئة جديد بين إسرائيل وحركة حماس، فإن الواقع الميداني يعكس صورة مختلفة تمامًا. فبدلًا من الهدوء، تتصاعد الاتهامات المتبادلة بخرق الاتفاق، وسط استمرار معاناة المدنيين في قطاع غزة.
بالإضافة إلى ذلك، يؤكد مراقبون أن الاتفاق لا يزال هشًا، وأن الثمن الحقيقي يدفعه الشعب الفلسطيني أولًا وأخيرًا.
انتهاكات إسرائيلية وتهديدات بالتصعيد
اتهمت حركة حماس الجيش الإسرائيلي بارتكاب انتهاكات واضحة للتهدئة. فقد نفّذ الاحتلال عمليات قصف متكررة واشتباكات أسفرت عن استشهاد أكثر من 24 فلسطينيًا منذ الجمعة الماضي.
وعلاوة على ذلك، وصفت الحركة هذه الاعتداءات بأنها استهتار بدماء المدنيين، ودليل واضح على أن إسرائيل لا تنوي الالتزام بروح الاتفاق أو نصه.
في المقابل، نفت إسرائيل الاتهامات. لكنها لوّحت بإمكانية العودة إلى العمليات العسكرية إذا لم تُسلَّم جثث جنودها ولم يُستكمل الانسحاب من غزة.
ومع ذلك، يرى المراقبون أن هذه الشروط تعجيزية. فهي تضع حياة المدنيين في خطر دائم وتجعل التهدئة مجرد هدنة مؤقتة قابلة للانفجار في أي لحظة.
غزة تحت الحصار: معاناة إنسانية متواصلة
على الصعيد الإنساني، لا تزال غزة تعيش تحت حصار خانق منذ سنوات طويلة.
الكهرباء شحيحة. المستشفيات تعاني من نقص الأدوية. والبيوت المدمرة لم تُرمم بعد.
بالإضافة إلى ذلك، تتفاقم الأوضاع المعيشية يومًا بعد يوم. فالمواطنون يجدون أنفسهم بين مطرقة الحصار وسندان الحرب.
وبينما تتحدث الأطراف الدولية عن ترتيبات سياسية وأمنية، يواصل الشعب الغزي كفاحه اليومي من أجل الحياة الكريمة.
لذلك، يرى مراقبون أن أي تهدئة لا ترافقها خطوات لرفع الحصار تبقى شكلية ولا تمس جوهر الأزمة.
دور الوسطاء الدوليين في تثبيت التهدئة
من جهة أخرى، تلعب مصر وقطر والولايات المتحدة أدوارًا محورية في محاولات تثبيت وقف إطلاق النار.
- مصر تسعى إلى منع انفجار جديد للأوضاع على حدودها. لكنها تواجه صعوبات في إلزام إسرائيل بوقف الاعتداءات.
- قطر تواصل تقديم الدعم المالي والإنساني لغزة، وتستخدم علاقاتها مع حماس لتسهيل تنفيذ الاتفاق.
- الولايات المتحدة تدعم التهدئة سياسيًا، لكنها تميل إلى الانحياز لإسرائيل. لذلك، يشكك الفلسطينيون في حيادها.
إضافة إلى ذلك، يشير محللون إلى أن غياب آلية دولية فعالة لمراقبة وقف إطلاق النار يجعل هذه الجهود غير مضمونة النتائج.
الخط الزمني لأحداث التهدئة
- الجمعة 10 أكتوبر 2025: بدء سريان اتفاق التهدئة بوساطة مصرية – قطرية.
- السبت 11 أكتوبر: سقوط شهداء جراء قصف إسرائيلي، وحماس تتهم تل أبيب بخرق الاتفاق.
- الثلاثاء 14 أكتوبر: إسرائيل تشترط تسليم جثث جنودها وتلوّح بالتصعيد.
- الخميس 16 أكتوبر: توتر متزايد بعد تقارير عن إعدامات ميدانية بحق متهمين بالتعاون مع إسرائيل.
- اليوم: استمرار التوتر وسط غياب مراقبة دولية فعالة.
الخلاصة: تهدئة على الورق وتصعيد في الواقع
في النهاية، يظهر المشهد في غزة معقدًا ومتداخلًا.
فرغم الجهود الدولية، تواصل إسرائيل اعتداءاتها، فيما تعاني غزة من حصار قاسٍ يمتد لسنوات.
لذلك، يبقى اتفاق التهدئة حبرًا على ورق ما لم تُتخذ خطوات حقيقية لرفع الحصار ووقف الاعتداءات وضمان حياة كريمة وآمنة لسكان غزة.
نتيجةً لذلك، يدعو المراقبون المجتمعَ الدوليَّ إلى تحمّل مسؤولياته الأخلاقية والسياسية، ويطالبونه بالعمل الجاد لتحقيق سلامٍ حقيقي يحمي أرواح الأبرياء.