الاستثمارات الخليجية في صندوق “أفينيتي بارتنرز” بين العوائد الاقتصادية والنفوذ السياسي

في خطوة بارزة على الساحة الاستثمارية العالمية، زادت الصناديق السيادية الخليجية استثماراتها في شركة “Affinity Partners” الأمريكية التي أسسها جاريد كوشنر عام 2021. ووفقًا للتقارير المالية، ارتفعت أصول الصندوق إلى نحو 4.8 مليارات دولار بنهاية عام 2024، بعد ضخ تمويلات جديدة من جهاز قطر للاستثمار وشركة “Lunate” التابعة لأبوظبي، إضافة إلى استثمار سابق من صندوق الاستثمارات العامة السعودي بقيمة ملياري دولار.

دوافع الاستثمار الخليجي

أولًا، تعمل الصناديق الخليجية على تنويع اقتصاداتها وتقليل اعتمادها على النفط. وبالإضافة إلى ذلك، يأتي هذا التوجه ضمن خطط طويلة الأمد لتعزيز الاستثمار في قطاعات التكنولوجيا والخدمات المالية، مما يضمن استدامة اقتصادية أكبر. ثانيًا، يتيح الصندوق منفذًا مباشرًا للأسواق الغربية. فعلى سبيل المثال، شارك في صفقة الاستحواذ على 8% من بنك “OakNorth” البريطاني الرقمي، الذي يخطط للتوسع في الولايات المتحدة.
وبذلك، يفتح الباب أمام شراكات مالية وتقنية عابرة للقارات. ثالثًا، تسعى دول الخليج إلى بناء نفوذ اقتصادي عالمي.
ومن خلال الاستثمار في صندوق أمريكي مرتبط بالمال والسياسة في واشنطن، تعزز دول الخليج حضورها وتصبح لاعبًا رئيسيًا في النظام المالي العالمي.

المكاسب والرهانات

من جهة أخرى، يتوقع الخبراء تحقيق عوائد مالية مرتفعة بفضل الطروحات المستقبلية للشركات المستهدفة.
وبالإضافة إلى ذلك، توفر الشراكات فرصًا مبكرة للدخول في صفقات نوعية، ما يعزز قدرة الصناديق الخليجية على المنافسة عالميًا.

وعلاوة على ذلك، تعزز هذه الاستثمارات الحضور المالي الخليجي عالميًا، وتؤكد تحول المنطقة من ممول إلى شريك فاعل في صنع القرار المالي.

التحديات والانتقادات

في المقابل، تواجه الخطوة بعض التحديات.
وعلى الرغم من الزخم المالي، تثار تحفظات حول خبرة الصندوق ورسومه وتدقق أمريكا في مصادر أمواله.

كما يرى مراقبون أن نجاح التجربة يعتمد على قدرة “أفينيتي بارتنرز” على تحويل التدفقات المالية إلى عوائد مستدامة.
ولذلك، يجب على الشركة إثبات كفاءتها في إدارة الأموال وتوزيع الأرباح بعدالة، لضمان ثقة المستثمرين الخليجيين والدوليين.

ومن ناحية أخرى، يؤكد محللون أهمية تحييد الاعتبارات السياسية، مشيرين إلى أن الشفافية والحوكمة الرشيدة هما مفتاح النجاح في هذه الشراكة.

آفاق مستقبلية

في الختام، تعكس الخطوة الخليجية الطموح لبناء اقتصاد متنوع ومستدام.
كما تؤكد التحول من الاعتماد على النفط إلى الاستثمار في المعرفة والابتكار.
وبالإضافة إلى ذلك، تعزز الاستثمارات مع الولايات المتحدة نفوذ المنطقة السياسي والاقتصادي، وتضعها في موقع متقدم على خريطة الاقتصاد العالمي.