أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، التي هاجم فيها إسبانيا ووصفها بأنها “متخلفة” في الإنفاق الدفاعي لحلف الناتو، جدلاً واسعًا في العاصمة الإسبانية مدريد والأوساط الأوروبية. لم يكتفِ ترمب بذلك، بل هدد بفرض رسوم جمركية على الصادرات الإسبانية إذا لم ترفع مدريد إنفاقها العسكري إلى 5٪ من ناتجها المحلي الإجمالي. اعتبر مسؤولون إسبان هذا التهديد “ابتزازًا سياسيًا غير مقبول”.
سانشيز: إسبانيا ليست خاضعة لأحد
في رد حاسم، أكد رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز أن بلاده لن ترضخ للضغوط الأمريكية. شدد سانشيز على أن إسبانيا شريك “وفيّ” في الحلف الأطلسي، وأن إنفاقها الدفاعي الحالي (2.1٪) يعكس توازنًا بين المتطلبات الدفاعية والاحتياجات الاجتماعية. وأوضح أن التلويح بطرد إسبانيا من الحلف “غير واقعي”، وأن مدريد تتحدى ترمب وتؤكد التزامها بدورها في الأمن العالمي.
ردود فعل إسبانية وأوروبية موحدة
لم تقتصر ردود الفعل على سانشيز فقط؛ فقد ردت نائبة رئيس الحكومة يولاندا دياز بلهجة قوية قائلة: “في إسبانيا، يقرر الإسبان”. من جهته، حذر وزير الخارجية خوسيه مانويل ألباريس من أن أي تصعيد اقتصادي أمريكي سيُقابل برد أوروبي موحد. دعم الاتحاد الأوروبي لإسبانيا كان واضحًا؛ حيث حذرت المفوضية الأوروبية من أن أي إجراءات تجارية أحادية الجانب ضد إسبانيا ستقابل بـ”إجراءات متناسبة” من بروكسل. هذا يؤكد أن الأزمة قد تتحول إلى مواجهة تجارية كبرى عبر الأطلسي.
أزمة دفاعية أم اختبار للعلاقات؟
تُظهر هذه الأزمة أن الخلاف تجاوز قضية الإنفاق الدفاعي ليصبح اختبارًا حقيقيًا للعلاقات بين واشنطن ومدريد، بل وبين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. بينما يسعى ترمب لإعادة رسم أولويات الناتو، تصر إسبانيا والدول الأوروبية على حقها في تحديد استراتيجياتها الدفاعية بناءً على أولوياتها الوطنية. يرى محللون أن هذه المواجهة قد تكون مقدمة لتوتر اقتصادي جديد بين الطرفين، مما يثير تساؤلات حول مستقبل التعاون الاقتصادي والأمني العالمي.

