في الوقت الذي أعلنت فيه إسرائيل وحركة «حماس» عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار يتضمن إطلاق سراح الرهائن وتبادل الأسرى وفتح الممرات الإنسانية، ما زالت سماء غزة تشهد غارات جوية وانفجارات متواصلة، ما يثير الشكوك حول فرص نجاح الاتفاق في إنهاء الحرب.
القاهرة والدوحة تنجحان في صياغة مرحلة أولى للتهدئة
المفاوضات التي استضافتها القاهرة بمشاركة قطر وبرعاية أميركية، نجحت في صياغة مرحلة أولى للتهدئة، من المقرر أن تبدأ بعد مصادقة الحكومة الإسرائيلية عليها رسميًا.
وتشمل هذه المرحلة وقف الأعمال العدائية، وانسحابًا جزئيًا للقوات الإسرائيلية، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر.
كما تنص على إطلاق سراح دفعة من الأسرى الفلسطينيين مقابل الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين.
غزة تحت القصف رغم الإعلان عن الاتفاق
ورغم الإعلان عن التهدئة، لم يلمس سكان غزة أي تغيير فعلي حتى الآن؛ إذ لا تزال أصوات القصف تُسمع في شمال القطاع ووسطه، وسُجلت إصابات وضحايا خلال الساعات الماضية.
وأكدت وزارة الصحة في غزة أن المستشفيات تعمل فوق طاقتها القصوى، بينما يترقب المواطنون لحظة توقف الغارات بفارغ الصبر والأمل الحذر.
انقسام داخل إسرائيل حول جدوى الاتفاق
في إسرائيل، تسود أجواء متباينة بين مؤيد يرى في الاتفاق خطوة ضرورية لإنهاء الحرب المستمرة منذ عامين، ومعارض يعتبره تنازلًا يمنح “حماس” فرصة لإعادة تنظيم صفوفها.
أما في غزة، فقد استقبل بعض السكان الاتفاق كنافذة أمل، في حين عبّر آخرون عن خشيتهم من أن يظل وقف النار هشًّا وقابلًا للانهيار في أي لحظة.
ترحيب دولي ودعوات لحل سياسي شامل
على الصعيد الدولي، رحّب المجتمع الدولي بالاتفاق، واعتبره الأمين العام للأمم المتحدة «بداية مسار» نحو حل سياسي أوسع.
وشدّد على أن السلام الدائم لا يتحقق إلا عبر حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب إسرائيل.
هل يصمد الاتفاق أم أنه هدنة مؤقتة؟
وبينما يتحدث السياسيون عن تفاهمات على الورق، يواصل المدنيون في غزة مواجهة واقع مؤلم من القصف والحصار.
ويبقى السؤال المطروح: هل يصمد هذا الاتفاق ليضع حدًا للحرب، أم أنه مجرد هدنة قصيرة في مشهد صراعٍ طويل؟