قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن إسرائيل لا يمكن أن تحارب العالم بأسره. وأكد أن حل الدولتين هو الطريق الوحيد لتحقيق السلام الدائم في الشرق الأوسط.
يأتي هذا التصريح في وقت حرج تشهد فيه المنطقة توترًا متصاعدًا. واعتبر مراقبون أن ترامب أراد توجيه رسالة واضحة بأن استمرار الحرب لن يحقق الأمن، وأن الحل يجب أن يكون سياسيًا وشاملًا.
حل الدولتين.. الخيار الواقعي للسلام
يرى ترمب أن القوة العسكرية وحدها لا تصنع الأمان. كما أكد أن الأمن الحقيقي لإسرائيل يتحقق فقط عندما يتم الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني.
يقوم حل الدولتين على إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية. لم يعد هذا المطلب فلسطينيًا أو عربيًا فقط، بل أصبح قناعة عالمية.
إضافة إلى ذلك، فإن الاعتراف بدولة فلسطين يمثل ضمانة للاستقرار الإقليمي، ووسيلة لدمج إسرائيل في محيطها العربي والدولي.
تأييد دولي متزايد
صرّح الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بأن السلام الدائم لن يتحقق إلا عبر حل الدولتين، حيث يعيش الطرفان في أمن واعتراف متبادل.
وفي الاتجاه نفسه، شدد الاتحاد الأوروبي على أن استمرار الاحتلال وتوسيع المستوطنات يقوض فرص الحل السياسي. وأكد أن حل الدولتين ضرورة لحماية السلم والأمن الدوليين.
أما جامعة الدول العربية، فدعت إلى تحرك عاجل لإحياء المفاوضات، مشيرة إلى أن التأخير يزيد التوتر ويهدد استقرار المنطقة.
دلالات سياسية واضحة
تعكس تصريحات ترمب تحولًا في الموقف الغربي. فهي تؤكد أن الاعتماد على القوة لم يعد مقنعًا، وأن تجاهل الحقوق الفلسطينية يعزل إسرائيل أكثر فأكثر.
كما تشير إلى إدراك متزايد بأن الاستقرار الدائم يتطلب حوارًا جادًا يوازن بين الأمن والعدالة. نتيجةً لذلك، باتت الأصوات الداعية للسلام أكثر حضورًا في الغرب.
مسؤولية المجتمع الدولي
على المجتمع الدولي الآن أن يترجم هذه القناعة إلى خطوات عملية. فالمطلوب تحرك منسق من الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة، والدول العربية لإعادة إطلاق عملية السلام.
ويجب الالتزام بقرارات مجلس الأمن، وخاصة القرار 242، الذي ينص على انسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة عام 1967. فذلك القرار يشكل الأساس القانوني لأي تسوية مقبلة.
نحو شرق أوسط أكثر استقرارًا
تأتي تصريحات ترمب بالتزامن مع تصعيد حاد في غزة، ما يجعل دعوته للحوار أكثر أهمية. فوسط الدمار والمعاناة الإنسانية، لا بد من حل سياسي شامل يضع حدًا للحرب.
إن عودة الحديث عن حل الدولتين تعني بداية مرحلة جديدة في التفكير الدولي. مرحلة توازن بين الواقعية والعدالة لبناء سلام مستدام.
الخلاصة
في الختام، تذكّرنا عبارة ترمب “إسرائيل لا يمكن أن تحارب العالم بأسره” بأن العقل يجب أن يتقدم على القوة. ولا يمكن الوصول إلى السلام الدائم إلا عبر حل الدولتين، والاعتراف بدولة فلسطين على أرضها.
هذا الحل هو السبيل الوحيد لبناء شرق أوسط أكثر أمنًا وعدلًا واستقرارًا.