كشفت شرطة العاصمة البريطانية لندن عن أكبر عملية لمكافحة سرقة الهواتف في تاريخ البلاد، بعد أن تمكنت من تفكيك شبكة إجرامية متورطة في سرقة وتهريب عشرات الآلاف من الأجهزة الذكية إلى الخارج، خصوصاً نحو الأسواق الآسيوية.
بداية الخيط
انطلقت التحقيقات بعد العثور على طرد يحتوي نحو ألف هاتف “آيفون” في أحد المستودعات قرب مطار هيثرو، كان في طريقه إلى هونغ كونغ.
وتبيّن لاحقاً أن معظم تلك الأجهزة مسروقة من شوارع لندن، ما دفع الشرطة إلى إطلاق عملية موسعة حملت اسم “Echosteep” لتعقّب خيوط الشبكة.
تحقيقات واسعة واعتقالات بالجملة
من خلال تتبّع الشحنات وتحليل بيانات الطرود وأكواد التتبع، تمكنت السلطات من تحديد مواقع وأسماء المشتبه بهم.
وأسفرت المداهمات عن ضبط آلاف الهواتف داخل منازل ومخازن في مناطق شمال لندن وهيرتفوردشاير، إضافة إلى اعتقال 46 شخصاً على مستويات مختلفة من الشبكة.
أسلوب العصابة في العمل
أوضحت الشرطة أن الشبكة كانت تعتمد على لصوص محترفين يستهدفون المارة في الشوارع مستخدمين دراجات نارية وسكوترات لانتزاع الهواتف بسرعة، ثم تُخزّن الأجهزة في حقائب تحجب أنظمة التتبع.
بعد ذلك، تُجمع المسروقات وتُهرَّب في طرود ضخمة إلى الخارج، حيث تُباع بأسعار مرتفعة، بينما يحصل اللص الواحد في لندن على مبالغ محدودة لا تتجاوز بضع مئات الجنيهات.
حجم العملية والتداعيات
ووفقاً لتقديرات الشرطة، فإن العصابة كانت مسؤولة عن تهريب نحو 40 ألف جهاز خلال عام واحد، أي ما يعادل قرابة 40% من الهواتف المسروقة في العاصمة البريطانية.
وتُعد هذه العملية أكبر حملة لمكافحة سرقة الهواتف تنفذها شرطة لندن في تاريخها الحديث.
دعوات لتعزيز الحماية التقنية
الشرطة البريطانية دعت شركات التكنولوجيا، وفي مقدمتها أبل، إلى تطوير أنظمة تمنع تشغيل أو بيع الأجهزة المسروقة، للحد من أرباح العصابات التي تستفيد من إعادة تصديرها للأسواق الدولية.
تحقيق مستمر وضربة قاصمة
أكدت شرطة لندن أن التحقيقات ما زالت جارية لتفكيك ما تبقى من الشبكة وتعقّب الشركاء في الخارج، مشيرة إلى أن العملية وجهت ضربة قوية لعصابات تهريب الهواتف التي تمتد أنشطتها من شوارع بريطانيا إلى الأسواق الآسيوية.
