تشهد إسرائيل في الآونة الأخيرة تصاعداً ملحوظاً في معدلات الهجرة العكسية، إذ يغادر عشرات الآلاف من الإسرائيليين البلاد بشكل نهائي للعيش في الخارج، في ظاهرة تعكس عمق الأزمات الأمنية والسياسية والاجتماعية التي تعصف بالدولة العبرية.
ووفقاً لتقارير مراكز بحثية وصحف عبرية، فقد بلغ عدد المغادرين خلال عام 2024 نحو 82,700 شخصاً، وهو رقم قياسي يفوق بكثير معدل الأعوام السابقة.
وفي عام 2023، سجّلت السلطات خروج ما يقارب 55,400 شخص، فيما كشفت تقارير عن مغادرة حوالي 30,000 إسرائيلي بين نوفمبر 2023 ومارس 2024 فقط.
الحرب في غزة والأزمات الداخلية وراء الارتفاع
يرى مراقبون أن أسباب هذه الظاهرة تعود إلى استمرار الحرب في غزة، وتزايد التهديدات الأمنية في الداخل، إلى جانب الأزمات الاقتصادية وارتفاع تكاليف المعيشة.
كما ساهمت الانقسامات السياسية الداخلية وفقدان الثقة في القيادة الإسرائيلية في تعزيز هذا التوجّه نحو الهجرة.
وجهات المهاجرين والتحذيرات من “نزيف ديموغرافي”
أشارت صحيفة “جيروزاليم بوست” إلى أن وجهات الهجرة الأكثر جذباً للإسرائيليين هي الولايات المتحدة وكندا وألمانيا، إضافة إلى بلدان أوروبية أخرى.
في حين حذّر محللون إسرائيليون من أن استمرار هذه الموجة قد يؤدي إلى نزيف ديموغرافي ينعكس سلباً على الاقتصاد والمجتمع ويهدد التوازن السكاني الذي تسعى إسرائيل للحفاظ عليه.
“السفينة قبل أن تغرق”
وبينما تحاول الحكومة الإسرائيلية التقليل من خطورة الأرقام، يرى خبراء أن هذه الهجرة العكسية تعكس حالة “اللايقين” السائدة، حيث بات العديد من الإسرائيليين يفضلون مغادرة ما وصفوه بـ“السفينة قبل أن تغرق”، في إشارة إلى انعدام الأفق الأمني والسياسي المستقر.
