أكد وزير الخارجية عبدالله اليحيا أن منتدى الأمن والتعاون الإقليمي بين مجلس التعاون لدول الخليج العربية والإتحاد الأوروبي يشكل منصة مهمة لتكثيف الحوار وتبادل الرؤى.
وأشار إلى أن هذا المنتدى يعزز جسور التواصل بين الجانبين، معربًا عن أمله في أن تسفر مداولاته عن نتائج عملية تواكب التحديات الإقليمية والدولية، وتلبي الطموحات المشتركة.
الأمن والسلام أساس التنمية
أوضح الوزير اليحيا في كلمته الافتتاحية خلال المنتدى الثاني رفيع المستوى، الذي عُقد مساء الأحد في فندق سانت ريجيس بالكويت، أن الأمن والسلام يمثلان الأساس الحقيقي للتنمية المستدامة وركيزة الازدهار المشترك.
وأضاف أن الأحداث المتسارعة أثبتت أنه لا أمن ولا استقرار دون تعاون وتنسيق مشترك.
وبناءً على ذلك، ينظر مجلس التعاون إلى الإتحاد الأوروبي كشريك أساسي في دعم الاستقرار، وتعزيز النظام الدولي القائم على احترام القانون الدولي ومبادئ حسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.
تعاون أمني واستراتيجي
وبيّن الوزير أن التعاون الأمني بين الجانبين يشكل ركنًا أساسيًا في الشراكة الإستراتيجية بين مجلس التعاون والإتحاد الأوروبي.
فقد تبلور هذا التعاون في مجالات متعددة، تشمل مكافحة الإرهاب والتطرف، وتعزيز أمن الملاحة البحرية، وحماية الممرات الحيوية للتجارة العالمية وإمدادات الطاقة.
بالإضافة إلى ذلك، يعمل الطرفان على التصدي للتهريب والقرصنة، كما يوليان أهمية خاصة للأمن السيبراني الذي أصبح من أكثر الملفات إلحاحًا في العصر الرقمي.
لذلك، يسعى الجانبان إلى تبادل المعلومات والخبرات وتطوير آليات الاستجابة السريعة، بما يحافظ على البنية التحتية الرقمية من المخاطر المتنامية.
قيم مشتركة ورؤية مستقبلية
أوضح اليحيا أن التعاون بين مجلس التعاون والاتحاد الأوروبي يتميز بارتكازه على قيم مشتركة ومصالح متبادلة.
كما أنه يقوم على رؤية مستقبلية تستوعب التحديات الراهنة وتسعى لابتكار أطر جديدة وواضحة للتعاون.
وبذلك، يهدف الجانبان إلى مواكبة المتغيرات الدولية وتعزيز الجهود المشتركة في دعم الأمن والسلم الدوليين.
علاوة على ذلك، يعكس هذا التعاون حرص الطرفين على تحقيق استقرار مستدام يخدم مصالح الشعوب في المنطقتين.
موقف الكويت من الاعتداءات الإسرائيلية
وخلال كلمته، أدان وزير الخارجية الاعتداءات الإسرائيلية التي تجاوزت كل الاعتبارات القانونية والإنسانية، ولا سيما العدوان الأخير على دولة قطر الشقيقة.
أكّد المسؤولون أن قطر لعبت دورًا حيويًا كوسيط نزيه يسعى إلى التهدئة ونزع فتيل النزاعات.
وقال اليحيا إن هذا العدوان يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وتهديدًا خطيرًا للأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.
نتيجةً لذلك، دعا مجلس الأمن والمجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياتهما واتخاذ إجراءات عاجلة لوقف الاعتداءات.
القضية الفلسطينية في صلب الموقف الكويتي
كما شدد اليحيا على مركزية القضية الفلسطينية في الموقف الكويتي.
وأوضح أن الشعب الفلسطيني يواجه أوضاعًا مأساوية غير مسبوقة، تتمثل في القتل والتدمير والتشريد.
وأضاف أن من الضروري إنهاء سياسات الاحتلال الإسرائيلي القائمة على القمع والتهجير، ورفع القيود على دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة بشكل عاجل وكامل.
رحّب اليحيا بخطة السلام التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، واعتبرها خطوة مهمة لإنهاء المعاناة وبداية مسار لتحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.
وأكد أن الكويت تأمل أن تفضي المبادرة إلى سلام عادل وشامل يقوم على حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية.
إشادة بالجهود الأوروبية ودعوة للاعتراف بفلسطين
علاوة على ذلك، ثمّن وزير الخارجية الجهود التي يبذلها الإتحاد الأوروبي لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني، ودعم الحلول السلمية العادلة.
ورحّب بالإعلانات الأخيرة من بعض الدول الأوروبية التي اعترفت بدولة فلسطين، واعتبرها خطوة إيجابية تعكس الإرادة الدولية لتحقيق السلام.
ودعا الوزير باقي الدول إلى اتخاذ خطوات مماثلة، بما يعزز الجهود الرامية إلى حل شامل للقضية الفلسطينية.
العلاقات الكويتية العراقية
وفيما يتعلق بالعراق، أكد اليحيا أن الكويت تواصل سعيها الدؤوب منذ أكثر من عقدين لمساعدة العراق على تحقيق الاستقرار والازدهار.
لكنه شدد في الوقت نفسه على ضرورة حل القضايا العالقة بين البلدين وفق القانون الدولي والقرارات الأممية ذات الصلة.
وأوضح أن الملفات العالقة تشمل إعادة الأسرى والمفقودين الكويتيين أو رفاتهم، وإعادة الممتلكات والأرشيف الوطني، إضافة إلى استكمال ترسيم الحدود البحرية بعد العلامة 162.
كما دعا العراق إلى الالتزام بالاتفاقيات الثنائية واحترام سيادة الكويت وسلامة أراضيها، تعزيزًا لعلاقات حسن الجوار والأمن الإقليمي.
آمال وتطلعات مستقبلية
واختتم الوزير عبدالله اليحيا كلمته بالتأكيد على أهمية الخروج بنتائج ملموسة من المنتدى.
وأشار إلى أن الهدف هو تعزيز الأمن والاستقرار المشترك، وفتح آفاق أوسع للتعاون بين الجانبين الخليجي والأوروبي.
يتوقع الخبراء أن يعزز المنتدى شراكةً إستراتيجيةً دائمة تخدم الشعوب وتدعم السلام والازدهار الإقليمي والدولي.