شهدت الأيام الماضية تصعيدًا بين رجل الأعمال الأميركي إيلون ماسك ومنصة نتفليكس، بسبب أعمال موجهة للأطفال اعتبرها ماسك “مؤذية وتمثل أجندات خفية”. وأثارت تصريحاته موجة واسعة من الجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصًا بعد دعوته الصريحة لمقاطعة المنصة.
بداية الأزمة
بدأ الخلاف مع مسلسل الرسوم المتحركة “Dead End: Paranormal Park”، الذي عرض عام 2022، ويضم شخصية متحولة جنسياً. ورغم توقفه بعد موسمين، إلا أنه أثار اعتراضات في الأوساط المحافظة. ومع الوقت، تحوّل إلى نقاش حول سياسات نتفليكس في عرض قضايا الهوية.
بالإضافة إلى ذلك، رأى منتقدون أن العمل يروّج لأفكار لا تناسب الأطفال، بينما دافع آخرون عن حق المنصة في تقديم محتوى متنوع يعكس الواقع الحديث.
من منشورات إلى مقاطعة
في أواخر سبتمبر 2025، تزايدت الانتقادات على مواقع التواصل بعد اتهامات لصناع العمل بمحاولة “تطبيع أفكار غريبة”. ثم في أكتوبر، غرّد ماسك قائلًا:
“ألغوا نتفليكس من أجل صحة أطفالكم.”
وأكد أنه أوقف اشتراكه الشخصي وشارك منشورات تنتقد ما وصفه بـ”الأجندات الثقافية الدخيلة”. وهكذا، تحوّل الجدل من نقاش فني إلى قضية عامة يقودها أحد أشهر رجال الأعمال في العالم.
ردود الفعل
لاقى موقف ماسك دعمًا من المحافظين في الولايات المتحدة، بينما اعتبره آخرون استغلالًا للجدل الثقافي لخدمة مصالح سياسية.
في المقابل، لم تصدر نتفليكس بيانًا رسميًا، لكنها أكدت التزامها بالتنوع والتمثيل الثقافي، موضحة أن هدفها هو عرض محتوى يناسب جميع الأذواق.
انعكاسات اقتصادية وإعلامية
تزامنت دعوات المقاطعة مع تراجع طفيف في أسهم نتفليكس مطلع أكتوبر، ما أثار نقاشًا حول تأثير الحملات الرقمية على شركات البث الكبرى. ويرى محللون أن دخول ماسك على خط الأزمة يزيد الضغط على المنصة، خاصة مع انتشار الوسوم الداعية لإلغاء الاشتراك.
مع ذلك، يرى آخرون أن الضجة الإعلامية قد تزيد من شهرة نتفليكس، في وقت تشهد فيه المنصات منافسة قوية مع “ديزني بلس” و“أمازون برايم فيديو”.
جدل مستمر
تبقى القضية جزءًا من نقاش عالمي حول حرية التعبير ومسؤولية المنصات الإعلامية. فبينما يعتبر مؤيدو نتفليكس مواقفها دفاعًا عن التنوع، يراها معارضوها تجاوزًا للقيم الأسرية.
ومع استمرار الجدل، يبدو أن الصراع بين حرية الإبداع وحماية القيم الاجتماعية سيبقى مفتوحًا.