يشهد العالم منذ بداية عام 2025 ارتفاعًا ملحوظًا في أسعار الذهب. وعلى الرغم من التذبذبات اليومية، فإن الاتجاه العام يبقى صعوديًا. علاوة على ذلك، تتوقع بنوك استثمارية كبرى أن هذه الموجة ليست إلا بداية لمرحلة قد تكون الأطول والأقوى في تاريخ المعدن النفيس.
لماذا يراهن المستثمرون على الذهب؟
أولًا، يُنظر إلى الذهب بوصفه ملاذًا آمنًا في أوقات الأزمات. ومع تصاعد التوترات الجيوسياسية في مناطق عدة، أصبح الطلب على الذهب خيارًا منطقيًا لحماية الثروة. ثانيًا، يواجه الاقتصاد العالمي تحديات متزايدة مثل تباطؤ النمو وارتفاع مستويات الديون. لذلك، يرى المستثمرون أنه يمثل وسيلة للتحوط من المخاطر.
بالإضافة إلى ذلك، ساهمت سياسات البنوك المركزية، مثل خفض أسعار الفائدة وطباعة الأموال، في زيادة جاذبية الذهب مقارنة بالأصول الأخرى.
توقعات البنوك العالمية
أكدت تقارير من بنوك استثمارية كبرى، مثل “جي بي مورغان” و”غولدمان ساكس”، أن رحلة الذهب لم تبدأ بعد. وأوضحت هذه البنوك أن الأسعار الحالية مجرد محطة انتقالية. على سبيل المثال، تتوقع بعض البنوك أن يتجاوز حاجز 3000 دولار للأونصة خلال السنوات القليلة المقبلة.
وفي المقابل، يشير خبراء آخرون إلى أن الصعود قد يكون أكثر تحفظًا. لكن مع ذلك، يتفق الجميع تقريبًا على أن الاتجاه العام يبقى صعوديًا.
أسباب تدعم استمرار الارتفاع
هناك عدة عوامل تجعله في وضع قوي. على سبيل المثال، تواصل البنوك المركزية حول العالم زيادة احتياطاتها من الذهب. أيضًا، يشهد الطلب الصناعي عليه نموًا مستمرًا في مجالات التكنولوجيا والطب.
علاوة على ذلك، فإن التضخم المرتفع في معظم الاقتصادات الكبرى يزيد من جاذبيته. ونتيجةً لذلك، تتجه شريحة واسعة من المستثمرين إلى شراء المعدن الأصفر بدلًا من السندات أو العملات.
حمى الذهب بين التاريخ والواقع
عند المقارنة التاريخية، نجد أن أسعار الذهب شهدت موجات ارتفاع مشابهة. على سبيل المثال، في عام 2011 بلغ مستويات قياسية بسبب الأزمة المالية العالمية. لكن هذه المرة تبدو مختلفة. ذلك أن حجم التحديات الاقتصادية أكبر، والتقلبات الجيوسياسية أعمق.
على الرغم من ذلك، يحذر بعض المحللين من أن المبالغة في التفاؤل قد تؤدي إلى صدمات مستقبلية. لذلك، يوصون بالتعامل مع الذهب كجزء من محفظة متنوعة، وليس كاستثمار وحيد.
مستقبل الذهب: هل بدأت الحفلة؟
في النهاية، تبدو المؤشرات واضحة. العالم بالفعل يقف على أعتاب حمى أسعار غير مسبوقة. ومع ذلك، يظل السؤال: هل بدأنا بالفعل حفلة المعدن الأصفر أم أننا فقط في المرحلة التمهيدية؟
الإجابة ليست سهلة. لكن بسبب مزيج من العوامل الاقتصادية والجيوسياسية، من المرجح أن يواصل صعوده. وبالتالي، قد نشهد خلال السنوات المقبلة تحولات كبرى في أسواق المال العالمية يقودها هذا المعدن النفيس.
