قال الدكتور هشام مهنا، المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة، إن القرار الأخير بإغلاق المقر الرئيسي للجنة في مدينة غزة جاء نتيجة تصاعد العمليات العسكرية. وأضاف أن القتال اقترب مئات الأمتار فقط من مقر اللجنة، وهو ما جعل استمرار العمل داخله غير ممكن.
وبالإضافة إلى ذلك، أشار مهنا إلى أن غياب أي ضمانات أمنية لحماية فرق الصليب الأحمر العاملة في شمال القطاع فرض على المنظمة اتخاذ هذا القرار الصعب.
أهمية المقر في العمل الإنساني
وأوضح المتحدث أن هذا المقر ظل لعقود قاعدة عمل إنساني بارزة. ومع ذلك، فإن التصعيد العسكري المستمر جعل الظروف غير آمنة تماماً. لذلك، رأت اللجنة أن الأولوية الآن تكمن في حماية موظفيها واستمرار تقديم الخدمات الإنسانية من أماكن بديلة.
دعم المستشفيات في غزة
وتابع مهنا مؤكداً أن فرق الصليب الأحمر كثفت جهودها خلال الفترة الماضية. على سبيل المثال، تم إرسال سبع شحنات طبية إلى مستشفيات غزة، بما في ذلك مجمع الشفاء الطبي، المستشفى الأهلي العربي، ومستشفى القدس التابع للهلال الأحمر الفلسطيني.
وعلاوة على ذلك، شدد على أن المساعدات الطبية تستهدف دعم قدرة المستشفيات على مواجهة الضغط الهائل الناتج عن تزايد أعداد الجرحى والمرضى.
المساعدات في مجال المياه والصرف الصحي
كما أوضح أن اللجنة ساهمت في تزويد مزوّدي خدمات المياه والصرف الصحي بأدوات حرجة. ومن بين هذه الأدوات خزانات مياه ووسائل لتنقية الشرب. لذلك، تسعى اللجنة لتخفيف معاناة المدنيين، خاصة في ظل النقص الحاد في المياه النظيفة.
استمرار الالتزام الإنساني
وأكد مهنا أن تعليق العمل المباشر في شمال القطاع لا يعني التخلي عن المدنيين أو الطواقم الطبية. بل على العكس، تواصل اللجنة تنسيقها مع الهلال الأحمر الفلسطيني والدفاع المدني. بالإضافة إلى ذلك، فإنها مستمرة في بذل الجهود لتقديم الدعم في جنوب القطاع رغم صعوبة الأوضاع هناك.
اتصالات المدنيين والممرات الآمنة
وأشار المتحدث إلى أن اللجنة تتلقى يومياً مئات الاتصالات من مدنيين عالقين وسط القتال. ونتيجة لذلك، تبذل اللجنة كل جهد ممكن لتأمين ممرات آمنة متى ما أتيحت الظروف. كما أن فرقها تعمل باستمرار على إرسال شحنات طبية إضافية عند الحصول على الضوء الأخضر من السلطات الإسرائيلية.
التعاون مع المؤسسات المحلية
ولفت مهنا إلى أن التنسيق المستمر مع الهلال الأحمر الفلسطيني والمؤسسات الطبية المحلية يهدف إلى ضمان استمرار تقديم الخدمات الأساسية. علاوة على ذلك، تركز اللجنة على تعزيز التعاون مع فرق الدفاع المدني، بما يسهم في تحسين فرص إنقاذ الأرواح.
رسالة الصليب الأحمر للعالم
وختم مهنا تصريحاته بالتأكيد على أن التزام الصليب الأحمر في غزة يظل قائماً رغم الظروف الاستثنائية. لذلك، فإن إغلاق المقر لا يعني غياب المنظمة، بل يمثل خطوة ضرورية لحماية الموظفين واستمرار العمل بطرق بديلة. وفي المقابل، دعا المجتمع الدولي إلى تقديم المزيد من الدعم للمدنيين والمؤسسات الطبية في غزة.
