شهدت العاصمة الألمانية برلين يوم السبت تظاهرة حاشدة شارك فيها أكثر من 100 ألف شخص. وجاءت هذه المسيرة للتعبير عن التضامن مع الشعب الفلسطيني في غزة ورفض الدعم العسكري والسياسي الذي تقدمه الحكومة الألمانية لإسرائيل.
تنظيم واسع ومشاركة قياسية
انطلقت المسيرة من أمام مبنى بلدية برلين (Rathaus) وصولًا إلى ساحة “غروسر شتيرن” وسط المدينة. وقد جرت التظاهرة تحت شعار: «All Eyes on Gaza – Stop the Genocide» (كل العيون على غزة – أوقفوا الإبادة).
بالإضافة إلى ذلك، شارك في الدعوة نحو 50 منظمة، من بينها منظمات حقوقية بارزة مثل منظمة العفو الدولية (Amnesty International). كذلك ساهمت جمعيات داعمة للقضية الفلسطينية في الحشد والتعبئة، الأمر الذي عزز قوة المشاركة وأعطى للحدث طابعًا جماهيريًا واسعًا.
مطالب واضحة ورسائل قوية
رفع المتظاهرون لافتات تطالب بوقف تصدير السلاح من ألمانيا إلى إسرائيل. علاوة على ذلك، شددوا على ضرورة إنهاء التعاون العسكري بين البلدين. واعتبر المنظمون أن استمرار هذا الدعم يجعل برلين “متواطئة” في الحرب على غزة.
كما أن المشاركين هتفوا بشعارات تطالب بالعدالة ووقف الحرب. كذلك رفرف العديد من الأعلام الفلسطينية، بينما كُتبت على اللافتات عبارات مثل: “الحرية لغزة” و”كفى حربًا”.
الأبعاد الإنسانية والسياسية
من ناحية أخرى، أكد المنظمون أن هذه الحشود الضخمة تعكس رفضًا شعبيًا متناميًا للسياسة الألمانية تجاه الصراع. وفي المقابل، أوضح مراقبون أن التظاهرات في ألمانيا لم تعد مجرد تعبير عاطفي، بل أصبحت وسيلة ضغط ملموسة على صناع القرار.
وبسبب هذه الضغوط الشعبية، يرى البعض أن الحكومة الألمانية قد تُجبر على إعادة النظر في سياستها الخارجية. نتيجةً لذلك، يعتقد خبراء أن الموقف الألماني تجاه إسرائيل قد يواجه تعديلات مستقبلية، خاصة مع تزايد الأصوات المناصرة لحقوق الفلسطينيين في الشارع الأوروبي.
انعكاسات على السياسة الألمانية
على الرغم من الدعم الرسمي المستمر لإسرائيل، إلا أن هذه التظاهرة أظهرت تصاعد التباين بين موقف الحكومة والرأي العام. في المقابل، أشار محللون إلى أن الانقسام بين الشعب والسلطة في برلين قد يخلق تحديات سياسية داخلية.
كذلك، يرى ناشطون أن استمرار التظاهرات سيزيد من الضغط على الحكومة الألمانية. علاوة على ذلك، فإن هذه الفعاليات تنقل رسالة واضحة للمجتمع الدولي مفادها أن الدعم غير المشروط لإسرائيل لم يعد يحظى بإجماع شعبي داخل أوروبا.
التضامن الأوروبي مع فلسطين
تزامن الحراك في ألمانيا مع تظاهرات مشابهة في عدة عواصم أوروبية. على سبيل المثال، شهدت باريس ولندن ومدريد مسيرات كبيرة، ما يعكس تنامي التضامن الأوروبي مع فلسطين.
وبالتالي، فإن تكرار هذه التحركات في عواصم مختلفة يوضح أن القضية الفلسطينية عادت بقوة إلى واجهة الاهتمام الدولي. إضافةً إلى ذلك، يُظهر أن الرأي العام الأوروبي بدأ يتغير بصورة ملحوظة تجاه الصراع.
الخلاصة
في النهاية، تمثل تظاهرة برلين نقطة تحول في النقاش الألماني حول العلاقة مع إسرائيل. لذلك، فإن استمرار مثل هذه التحركات الشعبية سيجعل من الصعب على الحكومة تجاهل المطالب المتزايدة بإعادة تقييم الموقف الرسمي.
وبسبب الزخم الشعبي الكبير، قد تتحول هذه المسيرات إلى ورقة ضغط حقيقية على صناع القرار. ومع ذلك، يبقى السؤال المطروح: هل ستستجيب الحكومة الألمانية لهذه الضغوط، أم ستواصل موقفها الداعم لإسرائيل رغم المعارضة الداخلية المتصاعدة؟