الثلاثاء - 2025/09/30 12:44:18 صباحًا

NE

News Elementor

هذا الموقع بــرعاية

ترامب يهاجم لندن وخان يرد: سجال سياسي يتجاوز حدود الخطاب الدبلوماسي

محتوي الخبر

في مشهد أثار جدلًا واسعًا داخل أروقة الأمم المتحدة، شنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب هجومًا حادًا على مدينة لندن وعمدة العاصمة البريطانية صادق خان، مستخدمًا عبارات قاسية وُصفت بأنها مسيئة وعنصرية.
أثناء خطابه في الجمعية العامة، قال ترامب إن لندن «باتت مهددة بتطبيق الشريعة الإسلامية»، معتبرًا خان «عمدة فظيع جدًا»، في تكرار واضح لانتقاداته السابقة. بالإضافة إلى ذلك، أشار إلى أن بريطانيا، في ظل قيادتها الحالية، «تفقد هويتها الغربية».

رد صادق خان على الهجوم

في المقابل، لم يتأخر خان عن الرد، واصفًا تصريحات ترامب بأنها «عنصرية، مسيئة، كارهة للإسلام، ومعادية للمرأة». علاوة على ذلك، شدد على أن خطاب الكراهية هذا لا يمثل واقع لندن. كما قال بسخرية: «يبدو أنه يعيش مجانًا في رأسي»، في إشارة إلى إصرار ترامب المتكرر على مهاجمته.
وبالإضافة إلى ذلك، أكد خان أن لندن ستبقى مدينة عالمية، منفتحة على التنوع، وأنها نموذج للتعايش الإنساني. لذلك، اعتبر أن ما قاله ترمب لا يعكس سوى رؤية ضيقة لا تتماشى مع القيم البريطانية.

الأبعاد السياسية للمواجهة

على الرغم من أن الخلاف بدا شخصيًا في البداية، إلا أن مراقبين يرون أنه يعكس انقسامًا سياسيًا أعمق. فمن ناحية، يعتمد ترمب على خطاب شعبوي يقوم على التحذير من الهجرة والإسلام السياسي. ومن ناحية أخرى، يستخدم خان هذا الهجوم لتأكيد صورة لندن كمدينة تدعم التعددية الثقافية.
أولًا، يمثل هجوم ترمب جزءًا من استراتيجيته الانتخابية القائمة على إثارة المخاوف من فقدان الهوية الغربية. ثانيًا، يستثمر خان الموقف ليبعث برسالة للداخل والخارج بأن بريطانيا ترفض الانجراف وراء خطاب الكراهية. بعد ذلك، تصبح هذه المواجهة ساحة اختبار حقيقية للعلاقة بين الشعبوية اليمينية والتعددية الليبرالية.

انعكاسات على العلاقات الدولية

نتيجةً لذلك، أثارت هذه التصريحات تساؤلات حول مستقبل العلاقات عبر الأطلسي. فبينما تسعى بريطانيا للحفاظ على شراكتها التاريخية مع الولايات المتحدة، تجد نفسها مضطرة للرد على تصريحات قد تُسيء إلى قيمها المجتمعية.
في المقابل، يحذر محللون من أن استمرار هذا التلاسن قد يعمّق التوتر بين البلدين، خصوصًا في ملفات الهجرة، والأمن، والتعاون الدبلوماسي. ومع ذلك، يرى آخرون أن لندن ستحاول احتواء الأزمة، مع الحرص على عدم المساس بتحالفها الاستراتيجي مع واشنطن.

البعد الإعلامي وتأثيره على الرأي العام

علاوة على ذلك، لعب الإعلام دورًا بارزًا في تضخيم الخلاف. إذ ركزت الصحف البريطانية على وصف تصريحات ترامب بأنها مهينة وغير لائقة برئيس دولة. وفي المقابل، تناولت وسائل الإعلام الأميركية القضية من زاويتين: الأولى مؤيدة لترامب وتعتبر خان رمزًا للفشل الإداري، والثانية معارضة ترى أن الرئيس الأميركي يكرر خطاب الكراهية.
وبسبب هذا التناول الإعلامي، تحولت القضية إلى جدل عالمي يعكس الصراع بين رؤيتين مختلفتين: رؤية تركز على الانغلاق، وأخرى تدافع عن الانفتاح.

خلاصة

في النهاية، لا يمكن اعتبار هجوم ترامب على صادق خان مجرد تراشق لفظي. بل هو مواجهة سياسية وفكرية تتجاوز حدود لندن وواشنطن، لتكشف عن الانقسام الأيديولوجي بين الشعبوية اليمينية والتعددية الثقافية. وبالتالي، يصبح السؤال: هل ستؤثر هذه المواجهة على العلاقات الأميركية البريطانية مستقبلًا، أم أنها ستظل مجرد حلقة جديدة في سلسلة من التصريحات المثيرة للجدل؟

الاكثر قراءة

اشترك معنا

برعايـــة

حقوق النشر محفوظة لـ أخبار الكويت © 2025
تم تصميمه و تطويره بواسطة

www.enogeek.com