شهدت مدينة ساوثبورت بولاية نورث كارولينا الأميركية ليلة مأساوية، بعدما أطلق مسلح النار من قارب باتجاه مطعم ساحلي يُدعى American Fish Company. وأسفر الهجوم عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة ما لا يقل عن ثمانية آخرين. وأعلنت السلطات المحلية أن الحادثة مثّلت واحدة من أخطر جرائم إطلاق النار في المنطقة خلال السنوات الأخيرة.
تفاصيل الهجوم المسلح
وقع الاعتداء مساء السبت حوالي الساعة التاسعة والنصف ليلًا بالتوقيت المحلي. في البداية، اقترب قارب صغير من رصيف المطعم المطل على البحر، ثم فتح المهاجم النار عشوائيًا على الزبائن.
وبسبب كثافة الطلقات، سادت حالة من الذعر، كما هرع الناس إلى الاحتماء داخل وخارج المبنى. علاوة على ذلك، أعلنت الشرطة حالة الطوارئ وأصدرت تحذيرات عاجلة عن وجود “موقع نشط لإطلاق النار”.
بعد ذلك بساعات قليلة، أكدت السلطات أن الخطر انتهى وأنه لا تهديدات إضافية تهدد الجمهور.
هوية المهاجم والاتهامات الموجهة إليه
أُلقي القبض على المشتبه به في منطقة أوك آيلاند المجاورة، بعد مطاردة شارك فيها خفر السواحل الأميركي.
كشفت الشرطة أن المهاجم يُدعى نايجل ماكس إيدج، في الأربعينيات من عمره، وهو محارب قديم خدم سابقًا في الجيش الأميركي. كما بيّنت التحقيقات الأولية أنه يعاني من اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).
من ناحية أخرى، أوضحت السلطات أن الاتهامات الموجهة إليه تشمل القتل من الدرجة الأولى، ومحاولة القتل، والاعتداء باستخدام سلاح ناري. وأكدت أن الهجوم كان مدبّرًا مسبقًا، ما يشير إلى أن الموقع المستهدف لم يكن عشوائيًا.
الضحايا والتحقيقات الجارية
حتى الآن، لم تُكشف هوية الضحايا رسميًا. لكن، ما يزال عدد من المصابين يتلقون العلاج في مستشفيات محلية، وبعضهم في حالة حرجة للغاية.
على سبيل المثال، ذكر شهود عيان أن المكان كان مكتظًا بالزوار، بينهم سائحون من خارج الولاية. لذلك، ارتفع عدد الإصابات بشكل ملحوظ.
وبالإضافة إلى ذلك، أعلنت شرطة نورث كارولينا أنها تعمل مع مكتب التحقيقات الحكومي لفتح تحقيق شامل، يهدف إلى تحديد دوافع الجريمة وما إذا كانت مرتبطة بخلفيات شخصية أو عوامل أخرى.
صدمة محلية وردود فعل واسعة
الحادثة أثارت صدمة كبرى في ساوثبورت، وهي مدينة ساحلية صغيرة تُعرف عادة بهدوئها وأنشطتها السياحية. ومع ذلك، جاء الهجوم ليقلب الأجواء رأسًا على عقب.
وأعرب السكان عن قلقهم العميق من تزايد حوادث إطلاق النار في الولايات المتحدة. على الرغم من تكرار الدعوات لتشديد قوانين حيازة السلاح، ما تزال هذه الجرائم تتكرر بوتيرة مقلقة.
من جهة أخرى، أعاد المراقبون الجدل حول أمن الأماكن العامة، خصوصًا دور الترفيه والمطاعم المفتوحة على البحر.
السياق الأوسع.. جدل السلاح في أميركا
في المقابل، يؤكد محللون أن الحادث ليس معزولًا عن موجة أوسع من العنف المسلح في الولايات المتحدة. لذلك، يجدد كل حادث مشابه المطالب الشعبية والسياسية بفرض قيود أكثر صرامة على بيع الأسلحة.
علاوة على ذلك، يلفت خبراء إلى أن العديد من المهاجمين في حوادث سابقة كانوا من قدامى المحاربين أو أشخاص يعانون من اضطرابات نفسية. وهذا يطرح تساؤلات عن دور الرعاية الصحية النفسية في الوقاية من الجرائم المستقبلية.
خاتمة
نتيجةً لذلك، تبدو مدينة ساوثبورت أمام اختبار صعب، إذ يحاول السكان استعادة شعورهم بالأمان بعد هذه المأساة. كما تواصل السلطات تحقيقاتها لمعرفة جميع خيوط القضية، بينما يظل النقاش العام حول قوانين السلاح والعنف المسلح أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.