الإثنين - 2025/09/29 11:04:40 مساءً

NE

News Elementor

هذا الموقع بــرعاية

أمريكا تفرض سيطرتها على خوارزميات «تيك توك» بعد توقيع أمر تنفيذي

محتوي الخبر

في خطوة وُصفت بأنها الأكثر حسماً في ملف تيك توك، أعلن نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس من المكتب البيضاوي أن الاتفاق الجديد مع الشركة الأم الصينية «بايت دانس» يمنح الولايات المتحدة سيطرة مباشرة على خوارزميات المنصة. وتعد هذه الخوارزميات الأداة الأساسية التي تحدد ما يشاهده المستخدمون، وبالتالي تؤثر بشكل مباشر على الرأي العام.

تفاصيل القرار التنفيذي

أكد فانس أن الرئيس الأمريكي وقّع أمرًا تنفيذيًا يُلزم الشركة المالكة ببيع عمليات «تيك توك» في الولايات المتحدة لمستثمرين جدد خلال مهلة أقصاها 120 يومًا. بالإضافة إلى ذلك، أوضح أن إدارة الخوارزميات بالكامل ستكون تحت إشراف كيان أمريكي مستقل.

كما أن الهدف المعلن لهذه الخطوة هو حماية بيانات المستخدمين الأميركيين ومنع أي محاولات للتأثير السياسي أو الثقافي عبر المنصة. علاوة على ذلك، شدد فانس أن القرار بداية مرحلة جديدة من الرقابة التقنية الصارمة على تطبيقات التواصل الاجتماعي المرتبطة بالصين.

الخوارزميات تحت المجهر

وأضاف نائب الرئيس أن الاتفاق سيشمل عدة بنود رئيسية:

  • أولًا، إعادة تدريب الخوارزميات داخل الولايات المتحدة تحت رقابة شركات تقنية محلية.
  • ثانيًا، إنشاء إدارة مستقلة للمحتوى بحيث لا تخضع عمليات التوصية والمراجعة لمركز قرار خارجي.
  • ثالثًا، إقامة شراكة أمنية مع شركات أميركية مثل «أوراكل» للإشراف على البنية التحتية للتطبيق.

وبسبب هذه الإجراءات، يرى مراقبون أن بكين ستفقد أي سلطة على ما يظهر للمستخدم الأمريكي داخل التطبيق. في المقابل، أكد فانس قائلًا: «لن نسمح أن تكون خوارزمية تيك توك أداة دعاية أو سلاحًا معلوماتيًا بيد أي طرف خارجي».

الجدل والتساؤلات

ورغم الحزم الظاهر في القرار، إلا أن بعض التفاصيل التقنية ما تزال غامضة. على سبيل المثال، يتساءل خبراء عن كيفية فصل الخوارزمية فعليًا عن الشركة الصينية من دون التأثير على جودة الخدمة أو تجربة المستخدم.

كما أن هناك من يحذر من أن مثل هذه الخطوات قد تدفع الصين إلى اتخاذ إجراءات مضادة بحق الشركات الأميركية التي تعمل في أسواقها. علاوة على ذلك، يرى محللون أن الصراع قد يتوسع ليشمل قطاعات أخرى مثل التجارة الإلكترونية أو تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.

قيمة الصفقة وتأثيراتها الاقتصادية

بحسب تقديرات البيت الأبيض، قد تصل قيمة عملية البيع إلى نحو 14 مليار دولار. وهذا الرقم يعكس حجم السوق الأميركي في المنظومة العالمية لتطبيقات التواصل الاجتماعي. بالإضافة إلى ذلك، يرى اقتصاديون أن هذه الصفقة ستفتح المجال أمام مستثمرين أميركيين جدد للاستحواذ على واحد من أكثر التطبيقات تأثيرًا في العالم.

مع ذلك، فإن مثل هذه القيمة المالية الكبيرة قد تُثير منافسة حادة بين كبرى شركات التكنولوجيا الأميركية. في المقابل، يتوقع مراقبون أن يؤدي هذا الصراع إلى تسريع عمليات الاندماج والاستحواذ داخل قطاع التكنولوجيا الأميركي.

الأبعاد السياسية والأمنية

من ناحية أخرى، يعتبر القرار الأميركي جزءًا من استراتيجية أوسع لتعزيز الأمن السيبراني وحماية الفضاء الرقمي الوطني. لذلك، يُنظر إلى هذه الخطوة باعتبارها رسالة مباشرة إلى الصين مفادها أن الولايات المتحدة لن تسمح بأي نفوذ خارجي على أدوات تشكيل الرأي العام.

وبسبب ذلك، يعتقد بعض الخبراء أن العلاقات الصينية الأميركية قد تدخل مرحلة جديدة من التوتر، بينما يرى آخرون أن هذه الخطوة قد تشجع الاتحاد الأوروبي على اتخاذ إجراءات مماثلة تجاه التطبيقات ذات الصلة بالصين.

الخلاصة

في النهاية، يعكس الاتفاق الأميركي مع «بايت دانس» تحوّلًا جذريًا في طريقة تعامل واشنطن مع تيك توك. لذلك، قد يشكل هذا القرار بداية حقبة جديدة من الرقابة والتحكم المباشر في الخوارزميات التي تحدد محتوى وسائل التواصل الاجتماعي.

ومع أن هناك تحديات تقنية وقانونية لا تزال قائمة، إلا أن الحزم الأميركي في هذه الخطوة يؤكد أن ملف «تيك توك» لن يعود كما كان. “نتيجةً لذلك، يترقب العالم ما إذا كانت الصين ستلتزم بالهدوء، أو سترد بخطوات أكثر صرامة قد تغيّر ملامح سوق التكنولوجيا العالمي.”

الاكثر قراءة

اشترك معنا

برعايـــة

حقوق النشر محفوظة لـ أخبار الكويت © 2025
تم تصميمه و تطويره بواسطة

www.enogeek.com