في خضم الحرب المستمرة، لجأ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى جبهة إعلامية غير تقليدية داخل الولايات المتحدة. فقد بات يعتمد، بشكل لافت، على سلاح المؤثرين عبر وسائل التواصل الاجتماعي لنقل الرواية الإسرائيلية إلى الداخل الأمريكي.
وبالإضافة إلى ذلك، يسعى نتنياهو إلى استغلال الفضاء الإعلامي الرقمي للتأثير على الرأي العام العالمي، وخاصةً في الغرب.
استخدام المؤثرين كسلاح سياسي
على سبيل المثال، ظهر خلال الأسابيع الأخيرة محتوى متزايد على منصات مثل “تيك توك” و”إنستغرام” و”يوتيوب”، حيث يقوم بعض المؤثرين بتكرار الخطاب الإسرائيلي الرسمي. علاوة على ذلك، جرى توظيف أساليب ذكية تعتمد على الصور المؤثرة والمقاطع القصيرة التي يسهل تداولها.
ويرى محللون أن هذا التحرك محاولة لنقل المعركة الإعلامية إلى الداخل الأمريكي، بدل الاكتفاء بالجبهة العسكرية في غزة أو السياسية في الأمم المتحدة.
التأثير على الرأي العام الأمريكي
أولًا، تحاول الحكومة الإسرائيلية تضييق الفجوة المتزايدة بين الموقف الرسمي الأمريكي الداعم لإسرائيل، وبين تزايد الأصوات الشعبية المنتقدة في الجامعات والشارع. ثانيًا، يأتي هذا التوجه الإعلامي في وقت حساس يشهد انتخابات أمريكية قريبة، مما يزيد من خطورة استخدام المؤثرين كسلاح دعائي.
في المقابل، يحذر مراقبون من أن الاستراتيجية قد تنقلب عكسيًا، إذ يراها البعض تدخلًا بالشأن الأمريكي.
أبعاد سياسية وإعلامية
من جهة أخرى، يوضح خبراء أن الجبهة الإعلامية الثامنة باتت مكملة للجبهات العسكرية والسياسية. كذلك فإن اعتماد إسرائيل على المؤثرين يعكس إدراكها لأهمية الرأي العام في تشكيل السياسات الخارجية للدول الكبرى.
مع ذلك، تواجه الحملة انتقادات في الأوساط الأمريكية، حيث يرى أكاديميون وناشطون أنها تلاعب بالعقول بدل عرض الحقائق.
الخلاصة والآثار المستقبلية
نتيجةً لذلك، يمكن القول إن نتنياهو قد فتح جبهة جديدة قد لا تقل خطورة عن ميادين القتال. لذلك، ستظل تداعيات هذه الحملة الإعلامية محور نقاش واسع داخل الولايات المتحدة، خصوصًا إذا ما أثرت بشكل ملموس على اتجاهات التصويت أو القرارات السياسية المقبلة.
ويبقى السؤال: هل ينجح نتنياهو في تحويل المؤثرين إلى سلاح سياسي لإسرائيل، أم يصمد وعي الشعب الأمريكي؟