السبت - 2025/09/27 3:45:37 صباحًا

NE

News Elementor

هذا الموقع بــرعاية

الأرجنتين بين الدعم الأميركي والإصلاحات الاقتصادية: فرصة أم مسكّن مؤقت؟

محتوي الخبر

تشهد الأرجنتين مرحلة حساسة من تاريخها الاقتصادي، إذ أعلنت الولايات المتحدة استعدادها لتقديم دعم مالي يهدف إلى استقرار العملة والأسواق. في الوقت نفسه، يسابق البنك الدولي الزمن لتسريع حزمة تمويلية ضخمة بقيمة 12 مليار دولار، يبدأ بصرف 4 مليارات منها خلال الأشهر المقبلة. بالإضافة إلى ذلك، يوجد برنامج صندوق النقد الدولي الممتد لأربع سنوات بقيمة 20 مليار دولار.

تضخم متراجع وإجراءات جديدة

على الرغم من أن البلاد عانت سابقًا من تضخم مفرط تجاوز 200% في عام 2023، إلا أن النسبة تراجعت تدريجيًا إلى نحو 43% في منتصف 2025. ويعود ذلك، بشكل أساسي، إلى إجراءات الحكومة الجديدة بقيادة الرئيس خافيير ميلي. ومع ذلك، يرى محللون أن الاستقرار ما زال هشًا، لذلك تحتاج الأرجنتين إلى إصلاحات أعمق.

أدوات الدعم الأميركي

ألمحت وزارة الخزانة الأميركية إلى إمكانية استخدام صندوق تثبيت الصرف لدعم البيزو عبر خطوط مبادلة أو شراء سندات بالدولار. علاوة على ذلك، اعتُبرت هذه الخطوة إشارة سياسية قوية تهدف إلى طمأنة الأسواق وتشجيع المستثمرين. ومع ذلك، يرى خبراء أن هذا الدعم، رغم أهميته، لن يُشكّل حلًا طويل الأمد ما لم تُستكمل الإصلاحات الهيكلية في مجالات الضرائب وخفض الدعم وتحرير السوق.

المصالح الأميركية وراء الدعم

لا تتحرك واشنطن بدافع إنساني فقط، بل تنطلق من مصالح استراتيجية واضحة. أولًا، من الناحية الجيوسياسية، تسعى الولايات المتحدة إلى كبح تمدد النفوذ الصيني والروسي في أميركا اللاتينية، والحفاظ على الأرجنتين ضمن الفلك الغربي. ثانيًا، على المستوى الأمني، تهدف واشنطن إلى منع أي انهيار اقتصادي قد يزعزع استقرار الإقليم ويؤدي إلى موجات هجرة جديدة قد تؤثر على الأمن القومي الأميركي.

الفوائد الاقتصادية المتوقعة

بالإضافة إلى ذلك، فإن استقرار الاقتصاد الأرجنتيني يفتح الباب أمام الشركات الأميركية للاستثمار في قطاعات الطاقة والتعدين والزراعة. كما أن هذه الخطوة تضمن للولايات المتحدة الوصول إلى معادن استراتيجية مثل الليثيوم، الضروري لصناعة البطاريات والسيارات الكهربائية. علاوة على ذلك، فإن تعزيز قدرة الأرجنتين على سداد ديونها يُعد مصلحة مباشرة لحملة السندات الأميركيين.

البعد السياسي والدبلوماسي

سياسيًا، تمنح هذه الخطوة للإدارة الأميركية فرصة لإظهار القيادة العالمية. كذلك، ترسل رسالة واضحة لبقية دول أميركا اللاتينية بأن الشراكة مع واشنطن أكثر جدوى من الارتماء في أحضان قوى أخرى. ومع ذلك، يشدد محللون على أن هذه المكاسب لن تدوم طويلاً إذا لم تنجح الأرجنتين في استغلال الدعم للمضي في إصلاحات جذرية.

الإصلاحات المطلوبة

من أجل تحقيق نتائج ملموسة، تحتاج الأرجنتين إلى التركيز على عدة محاور. على سبيل المثال، إصلاح النظام الضريبي، خفض الدعم تدريجيًا، تعزيز الإنتاج المحلي، وتحرير السوق لزيادة التنافسية. نتيجةً لذلك، يمكن للاقتصاد أن يصبح أكثر قدرة على النمو المستدام. في المقابل، إذا تم الاكتفاء بالمساعدات الخارجية دون إصلاحات، فقد تتحول إلى مجرد “مسكّن” مؤقت يعقبه جولة جديدة من الأزمات.

تساؤلات المستقبل

وبينما تترقب الأسواق الصيغة النهائية للدعم الأميركي، يظل السؤال مطروحًا: هل ستستغل الأرجنتين هذه الفرصة لإعادة بناء اقتصادها على أسس متينة، أم ستبقى رهينة دوامة الأزمات المزمنة؟ في الواقع، الجواب يعتمد على مدى جدية الحكومة في تنفيذ الإصلاحات. ومع ذلك، تبقى المؤشرات الحالية فرصة تاريخية نادرة لا ينبغي إضاعتها.

الاكثر قراءة

اشترك معنا

برعايـــة

حقوق النشر محفوظة لـ أخبار الكويت © 2025
تم تصميمه و تطويره بواسطة

www.enogeek.com