تقديراً لموقفها الواضح والشجاع، يثمّن العالم العربي والفلسطيني الدور الذي قامت به إسبانيا في دعم الحق الفلسطيني، بعد أن أعلنت اعترافها الرسمي بدولة فلسطين، لتكون بذلك الدولة الأوروبية السبّاقة التي مهدت الطريق أمام عدد من العواصم الأوروبية الأخرى لاتخاذ الخطوة ذاتها.
إسبانيا… المبادرة السياسية الجريئة
جاء قرار مدريد نتيجة قناعة راسخة بأن السلام العادل لا يمكن أن يتحقق إلا عبر إنهاء الاحتلال وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة. وقد عكست هذه الخطوة التزام إسبانيا بالمبادئ الإنسانية والعدالة الدولية، بعيداً عن حسابات المصالح الضيقة.
اعتراف أوروبي متتابع
الخطوة الإسبانية سرعان ما تبعها اعتراف متزايد من دول أوروبية أخرى، في ما اعتُبر تحوّلاً تاريخياً في الموقف الأوروبي من القضية الفلسطينية. هذا التطور يعكس أن الإرادة السياسية الصادقة قادرة على تغيير موازين المواقف داخل القارة، وإعطاء زخم جديد لملف السلام في الشرق الأوسط.
بعد إنساني ورسالة تضامن
لم يقتصر الأمر على الجانب السياسي فحسب، بل جاء متناغماً مع أصوات الشارع الأوروبي، حيث شهدت مدن إسبانية وأوروبية مظاهرات حاشدة تطالب بإنهاء العدوان على غزة والاعتراف بدولة فلسطين. هذا التلاقي بين الإرادة الشعبية والقرار الرسمي أعطى زخماً أكبر للموقف الإسباني وجعل منه مرجعية أخلاقية داخل الاتحاد الأوروبي.
تقدير عربي وفلسطيني
لاقى القرار الإسباني ترحيباً واسعاً في الأوساط العربية والفلسطينية. فقد أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن اعتراف مدريد بدولة فلسطين يمثل “خطوة شجاعة سيكون لها أثر بالغ على مستقبل القضية الفلسطينية”، فيما عبّرت جامعة الدول العربية عن تقديرها للموقف الإسباني واعتبرته نموذجاً يحتذى به داخل القارة الأوروبية.
خاتمة
إن اعتراف أوروبا المتسلسل بدولة فلسطين، الذي انطلق من مدريد، يعكس بداية مسار سياسي جديد يعيد الاعتبار للشرعية الدولية وحقوق الشعب الفلسطيني. ومن هنا، يتجدد الشكر والتقدير لإسبانيا، حكومةً وشعباً، على هذا الموقف التاريخي الذي سيسجل في ذاكرة النضال العربي والفلسطيني كعلامة فارقة على طريق تحقيق العدالة.
