شهدت عدة مدن إيطالية اليوم إضرابًا واسعًا، نظمته النقابات العمالية والمنظمات الشعبية تضامنًا مع الشعب الفلسطيني في غزة. ويأتي هذا التحرك الاحتجاجي في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي، وما يرافقه من دمار هائل ومعاناة إنسانية متفاقمة.
بالإضافة إلى ذلك، شمل الإضراب قطاعات حيوية مثل المواصلات العامة والتعليم وبعض الخدمات الحكومية. كما رفع المشاركون الأعلام الفلسطينية واللافتات، مؤكدين دعمهم لوقف فوري لإطلاق النار. علاوة على ذلك، طالبوا المجتمع الدولي بالتحرك الجاد من أجل وقف الانتهاكات بحق المدنيين في غزة.
رسالة واضحة للحكومة الإيطالية
أكد منظمو الإضراب أن هذه الخطوة تحمل رسالة قوية إلى الحكومة الإيطالية والاتحاد الأوروبي. لذلك شددوا على أن المطلوب ليس بيانات شجب أو استنكار، بل مواقف عملية وحازمة. كذلك اعتبروا أن الصمت الدولي يساهم في إطالة أمد المأساة الفلسطينية.
على سبيل المثال، أشار عدد من المتحدثين باسم النقابات إلى أن استمرار الصمت يشجع الاحتلال على ارتكاب المزيد من الانتهاكات. ومن ثم، فإن الضغط الشعبي أصبح ضرورة لفرض تغيير في المواقف السياسية الأوروبية تجاه فلسطين.
مظاهرات في ميلانو وروما ونابولي
من ناحية أخرى، خرج آلاف المتظاهرين في الساحات العامة بمدن ميلانو وروما ونابولي. وقد رفعوا شعارات الحرية لفلسطين، وطالبوا بمحاسبة الاحتلال على الجرائم التي تُرتكب بحق الأبرياء.
وبالإضافة إلى ذلك، حرص المتظاهرون على التأكيد أن تحركهم سلمي، وأن هدفهم هو إيصال صوت الشعب الفلسطيني إلى العالم. بينما شدد آخرون على أن العدالة لا تتحقق إلا بإنهاء الاحتلال ورفع الحصار عن غزة.
الموقف الرسمي الإيطالي
على الرغم من موجة التضامن الشعبي، فإن إيطاليا لم تعترف رسميًا حتى الآن بالدولة الفلسطينية. فهي تكتفي بدعم مبدأ حل الدولتين والدعوة إلى مفاوضات مباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
كذلك سبق أن طُرحت مقترحات عديدة في البرلمان الإيطالي للاعتراف بفلسطين، إلا أنها لم تتحول إلى قرارات ملزمة للحكومة. في المقابل، ترى روما أن الاعتراف الكامل يحتاج إلى تفاهمات سياسية دولية تضمن استقرار المنطقة. ومع ذلك، يواجه هذا الموقف الرسمي انتقادات حادة من القوى الشعبية الإيطالية، التي ترى أن الانتظار يفاقم المعاناة الفلسطينية.
تضامن أوروبي متصاعد
إلى جانب ما يجري في إيطاليا، يشهد الشارع الأوروبي بشكل عام موجة متصاعدة من التضامن مع غزة. فبعد ذلك خرجت تظاهرات في عدة دول أوروبية، مطالبة الحكومات باتخاذ خطوات أكثر جرأة ضد إسرائيل.
علاوة على ذلك، تؤكد منظمات حقوقية أن الضغط الشعبي بات عاملاً حاسمًا قد يجبر الحكومات الأوروبية على مراجعة سياساتها. وفي المقابل، يحذر مراقبون من أن تجاهل هذه الأصوات الشعبية سيؤدي إلى اتساع الفجوة بين الشعوب وحكوماتها.
خلاصة
في النهاية، يظهر الإضراب في إيطاليا كجزء من حركة تضامن أوروبية متنامية مع فلسطين. لذلك، فإن استمرار هذه التحركات الشعبية يضع ضغوطًا إضافية على الحكومات الأوروبية من أجل تبني مواقف أكثر صرامة تجاه الاحتلال الإسرائيلي. كما أن هذه التحركات تؤكد أن القضية الفلسطينية ما زالت حاضرة بقوة في وجدان الشعوب، حتى وإن تأخرت الحكومات في اتخاذ خطوات عملية.