السبت - 2025/09/27 9:39:44 مساءً

NE

News Elementor

هذا الموقع بــرعاية

مظاهرات الفلبين ضد الفساد: مسيرة التريليون بيسو تكشف غضبًا شعبيًا عارمًا

محتوي الخبر

لم تكن المظاهرات التي اجتاحت العاصمة الفلبينية مانيلا وعددًا من المدن الكبرى حدثًا عابرًا. بل كانت تعبيرًا واضحًا عن تراكم غضب شعبي ممتد تجاه قضايا الفساد التي تنخر في مؤسسات الدولة. كذلك، فقد جاءت لتكشف تعطيل مسيرة التنمية وتراجع ثقة المواطنين في وعود الإصلاح.

“مسيرة التريليون بيسو”، كما أطلق عليها المنظمون، حملت رسالة مباشرة. الشعب لم يعد مستعدًا للصمت أمام الهدر المالي الذي يلتهم أموال البنية التحتية المخصّصة لحماية البلاد من الفيضانات. لذلك، اعتبر المتظاهرون أن هذه القضية تجسّد فشلًا هيكليًا في إدارة الموارد العامة.

حراك يتجاوز الشارع

لم تتوقف الاحتجاجات عند الميادين فقط. على العكس من ذلك، فقد امتدت إلى الجامعات عبر إضرابات ومسيرات طلابية. بالإضافة إلى ذلك، شاركت النقابات العمالية ومنظمات المجتمع المدني وحتى بعض الجماعات الدينية. هذه التعددية في الجهات المشاركة، من طلاب إلى عمال إلى رجال دين، تعكس عمق الأزمة وثقلها على مختلف شرائح المجتمع.

وبمعنى آخر، لم يعد الحراك حكرًا على فئة معينة، بل تحوّل إلى حالة وطنية جامعة. نتيجةً لذلك، صار من الصعب على الحكومة التقليل من أهميته أو التعامل معه كظاهرة مؤقتة.

الحكومة بين التهدئة والتشكيك

الرئيس فرديناند ماركوس جونيور حاول تهدئة الأوضاع. فقد أعلن تفهّمه لما وصفه بـ “الغضب المشروع”. مع ذلك، شدّد على ضرورة بقاء المظاهرات سلمية. غير أن هذا الموقف بدا للبعض محاولة لامتصاص الغضب الشعبي أكثر من كونه التزامًا واضحًا بالمحاسبة.

على سبيل المثال، اعتبر كثيرون أن غياب خطوات عملية ضد الفساد يجعل هذه التصريحات بلا وزن. علاوة على ذلك، فإن ضعف ثقة الشارع في الوعود الحكومية جعل الاستجابة الرسمية تبدو غير كافية.

الأمن بين الاحتواء والتصعيد

انتشار قوات الأمن بكثافة في العاصمة أضاف بُعدًا جديدًا للمشهد. فبينما اعتبرت الحكومة ذلك إجراءً لحفظ النظام، رأى المتظاهرون فيه تهديدًا مبطنًا. في المقابل، أدت المواجهات المحدودة وسقوط جرحى إلى استحضار ذاكرة الاحتجاجات السابقة التي قُمعت بعنف.

نتيجةً لذلك، يخشى مراقبون أن يؤدي أي تصعيد أمني مفرط إلى شرارة لموجة أكبر قد يصعب احتواؤها. ومع ذلك، فإن ضبط النفس من الطرفين قد يفتح المجال أمام حوار جاد بدلاً من المواجهة المباشرة.

أبعاد إقليمية ودولية

الفساد ليس أزمة محلية تخص الفلبين وحدها. بل هو قضية تعاني منها معظم الدول النامية. على سبيل المثال، تُهدر مليارات الدولارات في مشاريع مشبوهة أو في صفقات غير شفافة على حساب التنمية والعدالة الاجتماعية.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن ما يحدث اليوم في مانيلا يفتح الباب واسعًا أمام النقاش الإقليمي. فهل تستطيع الحكومات في آسيا والعالم العربي مواجهة الفساد بجدية، أم تظل الخطابات السياسية مجرد وعود متكررة بلا تنفيذ؟

ختام: رسالة الشعب إلى الحكومة

المشهد الفلبيني الراهن يذكّر بأن الشعوب، مهما طال صبرها، تنهض في لحظة حاسمة لمواجهة الفساد والمطالبة بحقوقها. لذلك، يبقى السؤال مطروحًا: هل ستتمكن الحكومة من استيعاب الرسالة واتخاذ خطوات فعلية نحو الإصلاح؟ أم أن البلاد مقبلة على فصل جديد من الاضطراب السياسي والاقتصادي؟

الاكثر قراءة

اشترك معنا

برعايـــة

حقوق النشر محفوظة لـ أخبار الكويت © 2025
تم تصميمه و تطويره بواسطة

www.enogeek.com