أثارت الشيف الأردنية ياسمين ناصر جدلًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي والإعلام الدولي. فقد وجَّهت إليها وسائل إعلام إسرائيلية، وعلى رأسها صحيفة يديعوت أحرنوت، اتهامات مباشرة بأنها تستغل شهرتها في عالم الطهي من أجل “ترويج رواية معادية لإسرائيل”.
وبحسب هذه الصحف، فإن الوصفات التي تقدمها عبر منصاتها لا تقتصر على الجانب الغذائي، بل تحمل أبعادًا سياسية مرتبطة بإبراز معاناة سكان غزة.
وصفات بديلة تغضب تل أبيب
اشتهرت ياسمين ناصر خلال الأشهر الأخيرة بتقديم وصفات بديلة تعتمد على مكونات بسيطة. وعلى سبيل المثال، عرضت وصفة “خبز التمر من دون سكر أو بيض أو فرن”، وهو ابتكار لاقى رواجًا واسعًا بين متابعيها.
بالإضافة إلى ذلك، قدمت وصفات أخرى تساعد العائلات على مواجهة شبح الجوع الناجم عن الحصار الإسرائيلي ونقص المواد الغذائية.
علاوة على ذلك، يرى المتابعون أن هذه الوصفات لا تعكس مجرد إبداع في المطبخ، بل تمثل وسيلة عملية لمساندة الأسر الفلسطينية المحاصرة.
رد ياسمين ناصر على الهجوم
من جانبها، لم تتجاهل الشيف الأردنية هذه الاتهامات، بل ردّت عليها بقولها: “الهجمات الإسرائيلية تشرفني”.
كما أوضحت أن هدفها الأساسي ليس سياسيًا، وإنما إنساني بالدرجة الأولى. فهي، بحسب قولها، تقدم “وصفات حياة” تساعد الناس على التأقلم مع ظروف معقدة وصعبة.
وبالتالي، اعتبرت أن كل ما تفعله لا يخرج عن إطار مساعدة أهالي غزة في إيجاد حلول إبداعية لنقص الغذاء.
دعم جماهيري واسع
لم تتأخر ردود الأفعال الشعبية. فقد تلقت ياسمين ناصر دعمًا كبيرًا من الجمهور العربي ورواد مواقع التواصل الاجتماعي.
أيضًا، اعتبر كثيرون أن ما تقدمه يمثل رسالة إنسانية قبل أن يكون نشاطًا إعلاميًا أو سياسيًا.
في المقابل، رأى آخرون أن مطبخها تحوّل إلى منصة للمقاومة الناعمة، حيث تعكس الوصفات البسيطة قوة الإرادة في مواجهة آلة الحرب.
الأبعاد السياسية والإعلامية
على الرغم من الطابع الإنساني الواضح في مبادرات ياسمين، إلا أن مراقبين أكدوا أن الهجوم الإسرائيلي عليها ليس أمرًا عابرًا.
في الواقع، يعكس هذا الهجوم حالة قلق متزايد لدى إسرائيل من انتشار روايات بديلة تفضح معاناة المدنيين الفلسطينيين بعيدًا عن السردية الرسمية.
وبعد ذلك، أشار المراقبون إلى أن مقاطع الفيديو الخاصة بالشيف الأردنية تحظى بانتشار عالمي واسع، ما يسهم في تعزيز التضامن الدولي مع غزة.
خلاصة
في النهاية، يظهر أن قصة الشيف الأردنية ياسمين ناصر تتجاوز حدود المطبخ. فهي ليست مجرد وصفات طعام، بل رسائل مقاومة إنسانية تفضح آثار الحصار المستمر على غزة.
ولذلك، فإن دعمها الشعبي يعكس تعطش المجتمعات العربية والعالمية لروايات بديلة تكسر هيمنة الإعلام الإسرائيلي.
