الأربعاء - 2025/11/19 11:38:14 مساءً

NE

News Elementor

هذا الموقع بــرعاية

قاعدة باغرام الجوية… صراع النفوذ يعود من جديد

محتوي الخبر

عادت قاعدة باغرام الجوية في أفغانستان إلى دائرة الضوء من جديد، بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن إمكانية إعادة السيطرة الأمريكية عليها. هذه التصريحات لم تكن مجرد حديث عابر، بل تعكس توجهًا استراتيجيًا واضحًا، إذ يرى ترامب أن الانسحاب الأمريكي من أفغانستان كان خطأً تاريخيًا.
بالإضافة إلى ذلك، أوضح أن هذا الانسحاب منح روسيا والصين وإيران مساحة أوسع للتحرك في قلب آسيا، وهو ما يزيد من حدة التنافس الدولي على النفوذ.

رد طالبان ورسالة السيادة

في المقابل، جاء رد حركة طالبان حاسمًا، حيث أكدت أن القاعدة جزء لا يتجزأ من السيادة الأفغانية. لذلك، فإن عودتها إلى أيدي أجنبية أمر مستحيل من وجهة نظر الحركة.
كما أن طالبان تدرك أن أي قبول بوجود عسكري أمريكي سيقوض صورتها أمام الداخل، ويضعف موقفها أمام حلفائها الإقليميين. علاوة على ذلك، فإن هذا الرفض الصارم يعكس رغبة الحركة في تثبيت شرعيتها أمام المجتمع الدولي أيضًا.

الأبعاد الاستراتيجية لقاعدة باغرام

ليست باغرام مجرد منشأة عسكرية تقليدية؛ بل هي بوابة جغرافية مهمة تمنح من يسيطر عليها قدرة كبيرة على مراقبة الممرات الحيوية. على سبيل المثال، يمكن عبرها التأثير في ملفات استراتيجية كبرى مثل التنافس مع الصين والسيطرة على خطوط الإمداد والطاقة في آسيا الوسطى.
وبسبب هذه الأهمية، فإن إصرار واشنطن على إعادة القاعدة ورفض طالبان القاطع يعكسان بداية مواجهة جديدة قد تمتد آثارها إلى ما هو أبعد من حدود أفغانستان.

الانعكاسات على المنطقة العربية والإسلامية

علاوة على ذلك، فإن التجاذبات حول قاعدة باغرام تثير قلقًا مشروعًا في العالمين العربي والإسلامي. إذ إن التدخلات الأجنبية المتكررة في المنطقة غالبًا ما كانت تمهد لصراعات طويلة الأمد وحروب بالوكالة.
وفي الوقت نفسه، تأتي هذه التطورات في ظل تصاعد التوتر في الشرق الأوسط، وازدياد التهديدات الإسرائيلية المدعومة أمريكيًا. لذلك، يصبح من الضروري أن تعزز الدول العربية والإسلامية تحالفاتها السياسية والأمنية، لضمان حماية مصالحها.

ضرورة الوحدة والتحالفات

كما أن الأحداث الجارية تؤكد أن مصير المنطقة بات مرتبطًا بقدرتها على الوحدة والتكامل. على سبيل المثال، فإن غياب المواقف الموحدة في أزمات سابقة أدى إلى خسائر استراتيجية كبيرة. أما اليوم، فإن مواجهة التحديات لا يمكن أن تتحقق إلا عبر موقف جماعي واضح وحازم.
وبالمقابل، فإن تجاهل هذه التحديات سيترك فراغًا جديدًا تستغله القوى الكبرى لصالحها.

تذكير بماضٍ لم ينتهِ

إن قضية باغرام تمثل تذكيرًا صارخًا بأن الصراع على النفوذ لم ينتهِ بانسحاب القوات الأمريكية من كابول عام 2021. بل على العكس، قد يكون على وشك أن يبدأ من جديد.
لذلك، فإن المرحلة المقبلة قد تشهد معادلات أكثر تعقيدًا وتحالفات متشابكة، ما يجعل المنطقة العربية والإسلامية مطالبة بوعي استراتيجي أكبر. نتيجةً لذلك، سيكون عليها تبني سياسات متوازنة تضمن حماية أمنها القومي وتمنع تكرار سيناريوهات الماضي المؤلمة.

خلاصة

في الختام، يمكن القول إن قاعدة باغرام الجوية تحولت من رمز للانسحاب الأمريكي إلى عنوان لصراع جديد على النفوذ الدولي. لذلك، فإن ما يجري حولها ليس مجرد شأن أفغاني داخلي، بل ملف إقليمي ودولي بامتياز.
وعلاوة على ذلك، فإن تداعياته ستمس العالم العربي والإسلامي بشكل مباشر، ما يحتم بناء مواقف موحدة قادرة على حماية المصالح المشتركة في ظل التغيرات الجيوسياسية المتسارعة.

الاكثر قراءة

اشترك معنا

برعايـــة

حقوق النشر محفوظة لـ أخبار الكويت © 2025
تم تصميمه و تطويره بواسطة

www.enogeek.com