التحالفات العربية والإسلامية بين تحديات الواقع وضرورات المرحلة

في عالم يموج بالتحالفات الدولية والتكتلات الاقتصادية والعسكرية، تزداد الحاجة الماسّة للعرب والمسلمين إلى إعادة قراءة المشهد العالمي وتحديد موقعهم فيه. فالفيديو الذي استعرض أهم التحالفات العالمية يوضح أن القوى الكبرى لا تتحرك فرادى، بل على العكس تعمل من خلال أطر مؤسسية وجماعية، بينما تبقى منطقتنا العربية والإسلامية في مواجهة أخطر التحديات الأمنية والسياسية دون أن تمتلك مظلة دفاعية موحدة.

التهديدات الإسرائيلية المدعومة أميركياً

لا يخفى على أحد أن الكيان الإسرائيلي، المدعومة سياسيًا وعسكريًا من الولايات المتحدة الأميركية، تمضي في سياسات تصعيدية تهدد ليس فقط الشعب الفلسطيني، بل كذلك الاستقرار الإقليمي برمته. فالتصريحات العلنية حول استهداف قوى المقاومة، والاعتداءات المتكررة على دول عربية، تكشف بوضوح حجم الانحياز الأميركي الكامل لإسرائيل، على حساب أي توازن أو عدالة في المنطقة.

غزة.. جرح الأمة النازف

ما يجري اليوم في غزة من حصار وتجويع واستهداف للمدنيين، هو انتهاك صارخ لكل القوانين الدولية والإنسانية. والمشهد هناك لا يتوقف عند حدود فلسطين، بل إن انعكاساته تمتد إلى عموم الشرق الأوسط، حيث تتعالى الأصوات الغاضبة في العواصم العربية والإسلامية، مطالبة بموقف جماعي يضع حدًا لهذه الجرائم. والأخطر من ذلك أن هذه الانتهاكات تفتح الباب لامتداد أزماتها إلى دول عربية أخرى، مهددة وحدة المنطقة وأمنها الداخلي.

ارتدادات إقليمية وتحديات ممتدة

من ناحية أخرى، ما يحدث في غزة ليس معزولًا؛ بل إنه يتقاطع مع الضغوط الأمنية في لبنان وسوريا، والاضطرابات في اليمن، وحتى التوترات في الخليج. وبذلك يتضح أن المشروع الإسرائيلي المدعوم أميركياً يستهدف إضعاف البنية الإقليمية العربية والإسلامية عبر تشتيت قواها في صراعات متعددة.

أهمية التحالفات العربية والإسلامية

في ظل هذا المشهد المعقد، يصبح من الضروري إعادة بناء التحالفات العربية والإسلامية على أسس استراتيجية واضحة. فلا يمكن لأي دولة منفردة أن تواجه التحديات وحدها، سواء كانت أمنية، اقتصادية أو سياسية. ومن ثم فإن تحالف السعودية مع باكستان مؤخرًا يمثل مثالًا على تحرّك إيجابي قد يمهّد لنواة تعاون إسلامي أوسع.

وهنا تبرز الحاجة إلى:

• تنسيق دفاعي مشترك يردع التهديدات ويؤمن الحدود.
• تكامل اقتصادي يقلل من تبعية المنطقة للخارج.
• تحالف سياسي موحد يفرض صوتًا عربيًا وإسلاميًا واحدًا في الساحة الدولية.

الخلاصة

في النهاية، إن ما يحدث اليوم من انتهاكات إسرائيلية في غزة، وما يرافقها من دعم أميركي غير مشروط، يشكّل إنذارًا صارخًا بأن المنطقة مقبلة على مرحلة خطرة. ولذلك لن يكون أمام العرب والمسلمين سوى خيار واحد: التحالف والتكامل لحماية أمنهم، وصون كرامة شعوبهم، والدفاع عن مقدساتهم. فالعالم يتكتل، ومن ثم فإن منطقتنا لن يحميها سوى وحدتها.