بينما يعيش المدافع الإسباني المخضرم سيرجيو راموس المرحلة الأخيرة من مسيرته الكروية بعد انضمامه مطلع العام الجاري إلى نادي مونتيري المكسيكي، يبدو أنه بدأ يركز بصورة أكبر على شغفه الآخر وهو الموسيقى. علاوة على ذلك، لم يعد الأمر يقتصر على مشاركات محدودة في أغنيات الآخرين، بل تطور ليأخذ طابعًا أكثر جدية واستقلالية.
إعلان مفاجئ لجماهير ريال مدريد
أمس السبت، فاجأ راموس جمهوره حول العالم بإعلانه إطلاق أغنيته الجديدة بعنوان “Cibeles“. كما نشر مقطعًا تشويقيًا يضم لقطات من مسيرته، مثل هدفه في نهائي 2014 ورفع الكؤوس مع ريال مدريد، وصولًا إلى احتفال ميدان السيبيليس.
ومن المعروف أن هذا الميدان يُعد رمزًا احتفاليًا تقليديًا للنادي الملكي، حيث يتجمع اللاعبون والجماهير هناك في نهاية كل موسم ناجح. لذلك، حمل اختيار اسم الأغنية دلالة عاطفية قوية مرتبطة بتاريخ راموس مع ريال مدريد.
رسالة غامضة تثير التساؤلات
مقطع الأغنية، المقرر صدورها اليوم، تضمّن أيضًا رسالة غامضة من راموس قال فيها: “هناك أشياء لم أقلها من قبل، ولا زالت تؤلمني. لم أرغب في الرحيل، طلبتم مني أن أطير.”
وبسبب ذلك، اعتبر كثير من المحللين أن هذه الكلمات إشارة إلى خروجه الدرامي من ريال مدريد بعد فشل مفاوضات التجديد. على سبيل المثال، سبق لراموس أن لمح إلى هذا الأمر خلال احتفالاته مع فريقه الحالي مونتيري.
تجارب موسيقية سابقة
من ناحية أخرى، لا تُعد هذه التجربة الأولى لراموس في عالم الغناء. تعاون راموس مع فرقة لوس ياكيس في أغنية Don’t Contradict Me، ومع ديماركو فلامنكو في Another Star in Your Heart.
تتحدث تقارير عن تعاون قادم بين راموس والمكسيكي كارين ليون، ما يعزز مساعيه للانتشار في الموسيقى اللاتينية.
أيقونة كروية ورحلة حافلة بالإنجازات
على الرغم من تركيزه الحالي على الموسيقى، يبقى راموس أحد أبرز الأيقونات في تاريخ الكرة الإسبانية. فقد حمل شارة قيادة كل من ريال مدريد والمنتخب الوطني الإسباني، كما قاد بلاده للتتويج بكأس العالم 2010 وبطولتي أمم أوروبا في 2008 و2012.
علاوة على ذلك، توّج مع النادي الملكي بأكثر من 20 لقبًا، منها عدة بطولات دوري أبطال أوروبا والدوري الإسباني. لذلك، فإن إرثه الرياضي سيظل حاضرًا حتى مع تحوله إلى مجالات أخرى كالموسيقى.
بين الحاضر والمستقبل
في المقابل، يرى بعض المراقبين أن دخول راموس عالم الغناء بشكل أعمق قد يمثل بداية مرحلة جديدة في حياته المهنية بعد اعتزاله المتوقع لكرة القدم. بينما يعتقد آخرون أن هذه الخطوات لا تعدو كونها مجرد هواية يمارسها إلى جانب لعبه مع نادي مونتيري.
ومع ذلك، فإن المؤكد هو أن جمهور راموس يتفاعل مع كل خطوة يقوم بها، سواء على أرضية الملعب أو في عالم الفن.
الخلاصة
في النهاية، يمكن القول إن سيرجيو راموس لا يزال يثير الجدل أينما ذهب. فبينما يستعد لوداع الملاعب تدريجيًا، يفتح أبوابًا جديدة في مجال الموسيقى، جامعًا بين شغفه الكروي والفني. نتيجةً لذلك، يبقى اسمه حاضرًا في العناوين، سواء تعلق الأمر بانتصاراته التاريخية أو أغنياته الجديدة.