الإمارات والهند تعززان شراكتهما الاقتصادية في الاجتماع الثالث عشر

ترأس سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان، العضو المنتدب لجهاز أبوظبي للاستثمار، وبيوش غويال، وزير التجارة والصناعة في جمهورية الهند الصديقة، الاجتماع الثالث عشر لفريق العمل الاستثماري المشترك بين البلدين والذي عُقد في أبوظبي.
وخلال اللقاء، جرى بحث مجموعة واسعة من موضوعات التجارة والاستثمار، بما في ذلك المبادرات الجارية لتعزيز التدفقات الاستثمارية الثنائية، إلى جانب استكشاف مجالات جديدة للتعاون المشترك.

تصريحات الشيخ حامد بن زايد آل نهيان

في ختام الاجتماع، أكد سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان أن العلاقات التجارية والاستثمارية بين الإمارات والهند تواصل نموها بوتيرة متسارعة. وأوضح أن هذا التعاون يستند إلى مبادئ مشتركة تقوم على تحقيق الأهداف المشتركة وضمان النجاح المشترك.
وبالإضافة إلى ذلك، أشار سموه إلى أن فريق العمل المشترك ناقش تطورات إيجابية في عدد من المبادرات المهمة، كما استعرض مجالات جديدة للتعاون المستقبلي.

دور المنتدى في تعزيز الشراكة

أضاف سموه أن التزام أعضاء فريق العمل يعزز مكانة المنتدى كمنصة محورية في توسيع وتعميق الشراكة الاقتصادية بين البلدين. لذلك، من المتوقع أن يستمر هذا المنتدى في لعب دور رئيسي خلال السنوات المقبلة، بما يسهم في دفع عجلة التنمية المشتركة.

زخم إيجابي بعد اتفاقية الشراكة

من جانبه، أشاد رئيسا الاجتماع بالزخم الإيجابي الذي تشهده التجارة الثنائية منذ دخول اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين الإمارات والهند حيز التنفيذ في مايو 2022.
على سبيل المثال، بلغ حجم التجارة غير النفطية بين البلدين في النصف الأول من عام 2025 نحو 38 مليار دولار أمريكي، بزيادة 34% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024. ويُعد ذلك خطوة مهمة نحو تحقيق الأهداف التجارية للإمارات مع الهند بحلول عام 2030.

مشروع “بهارات مارت” نموذج للتكامل

استعرض فريق العمل التقدم المحرز في عدد من المشروعات الاستثمارية المشتركة، أبرزها مشروع «بهارات مارت» في المنطقة الحرة بجبل علي.
ويعد هذا المشروع، الذي يمتد على مساحة 2.7 مليون قدم مربعة، منصة لتمكين المصنعين والمصدرين الهنود من عرض منتجاتهم للعالم. وعلاوة على ذلك، يعكس المشروع عمق التكامل الاقتصادي بين البلدين.

فرص تعاون جديدة

ناقش الاجتماع فرص التعاون في قطاعات متعددة. أولًا، قطاع النقل البحري الذي يشكل ركيزة للتجارة العالمية. ثانيًا، قطاع الفضاء في الهند الذي يشهد نموا متسارعًا. بعد ذلك، تطرق المشاركون إلى المبادرات الاستراتيجية الجارية بين المصرفين المركزيين في البلدين. وتشمل هذه المبادرات تمكين التجارة الثنائية بالعملات المحلية، ودمج أنظمة الدفع، والتعاون في مجال العملات الرقمية للبنوك المركزية.
وبالرغم من التحديات، أكد الطرفان التزامهما باستكمال التنفيذ في المستقبل القريب.

معالجة التحديات الاستثمارية

استعرض فريق العمل أيضًا عدداً من القضايا التي تواجه المستثمرين في كلا البلدين. وفي هذا السياق، وجّه رئيسا الاجتماع الفرق المعنية للعمل مع الجهات الحكومية لتقديم حلول سريعة ومرضية. وبالتالي، يعكس هذا التوجه الجدية في إزالة العوائق أمام المستثمرين.

تصريحات وزير التجارة الهندي

من جانبه، أكد بيوش غويال أن الإمارات تُعد شريكاً أساسياً في مسيرة نمو الهند. وأضاف أن الشراكة ترتكز على الابتكار والاستثمار والتنمية المستدامة، مؤكدًا أن العلاقات بين البلدين ستشهد تحولًا كبيرًا في ظل القيادة الرشيدة.

حضور رفيع المستوى

شهد الاجتماع مشاركة عدد من كبار المسؤولين والهيئات الاستثمارية من كلا البلدين. فمن جانب الإمارات، حضر معالي الدكتور ثاني الزيودي وزير التجارة الخارجية، وأحمد جاسم الزعابي رئيس دائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي، إلى جانب الدكتور عبدالناصر الشعالي سفير الإمارات لدى الهند، ويونس حاجي الخوري وكيل وزارة المالية.
أما من الجانب الهندي، فشارك السفير سونجاي سودير، وعدد من ممثلي الوزارات والهيئات الاقتصادية.

خاتمة

في الختام، يعكس الاجتماع الثالث عشر لفريق العمل الاستثماري الإماراتي–الهندي التزام البلدين بتعميق شراكتهما الاقتصادية. ولذلك، فإن استمرار الزخم الإيجابي بعد اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة، إلى جانب المشروعات الاستثمارية المشتركة مثل “بهارات مارت”، يؤكد أن العلاقات الثنائية تتجه نحو مرحلة أكثر قوة وتكاملاً في المستقبل القريب.