أمس، وخلال زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى بريطانيا، شهد قصر باكنغهام مشهداً وصفه كثيرون بالغريب بل وحتى “الجنوني”.
ففي الوقت الذي كان فيه ملك إنجلترا يسير في استقبال ترامب، ترك الأخير الملك جانباً وذهب ليتحدث مباشرة مع أحد أفراد الحرس الملكي.
تفاصيل الموقف غير المتوقع
في البداية، كان المشهد يبدو بروتوكولياً عادياً، إذ سار الرئيس الأمريكي بجوار الملك بضع خطوات.
لكن فجأة، قرر الرئيس الأمريكي أن يتوقف عن متابعة الملك، ليتجه نحو الحارس الملكي ويتبادل معه الحديث.
وبالإضافة إلى ذلك، بدا واضحاً أن ترامب لم يلتفت كثيراً للبروتوكولات الملكية، الأمر الذي جعل الموقف يبدو محرجاً أمام الحضور.
ردود الفعل في وسائل الإعلام
علاوة على ذلك، تناولت وسائل الإعلام البريطانية والأمريكية الموقف على نطاق واسع.
على سبيل المثال، وصفت بعض الصحف البريطانية تصرف الرئيس الأمريكي بأنه “خارج عن المألوف” و”مليء بالعفوية”.
في المقابل، رأت بعض القنوات الأمريكية أن المشهد يعكس شخصية ترامب غير التقليدية، حيث يميل دوماً إلى كسر القواعد والبحث عن الأضواء.
بين السخرية والدفاع عن ترامب
من ناحية أخرى، سخر العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي من الموقف، معتبرين أن ترامب “ترك الملك وحيداً” وفضل “الثرثرة مع الحارس”.
في المقابل، دافع آخرون عن تصرفه، قائلين إنه أراد إظهار جانب إنساني وبسيط بعيداً عن الرسمية المبالغ فيها.
وبسبب ذلك، تحول المشهد إلى مادة جدلية تجمع بين الفكاهة والانتقاد.
أهمية الرمزية في البروتوكول الملكي
مع ذلك، يرى خبراء البروتوكول أن مثل هذه المواقف لا تُعتبر مجرد تفاصيل بسيطة.
فالبروتوكول الملكي البريطاني قائم على تقاليد عريقة، وأي خروج عنها يثير الكثير من الجدل.
ولذلك، فإن توقف ترامب عن مرافقة الملك يمكن تفسيره كنوع من قلة الاحترام للتقاليد، حتى وإن لم يكن مقصوداً.
التباين في التقييم الدولي
بينما ركزت وسائل الإعلام البريطانية على الطابع المحرج للمشهد، تناولت بعض الصحف الأوروبية الموضوع بشكل مختلف.
فمثلًا، ذكرت صحيفة فرنسية أن تصرف الرئيس الأمريكي يعكس شخصيته التي لا تعبأ كثيراً بالقواعد التقليدية.
وبالإضافة إلى ذلك، أشار محللون سياسيون إلى أن مثل هذه الحوادث تزيد من صورة ترامب كشخصية مثيرة للجدل أينما ذهب.
تأثير المشهد على صورة ترامب السياسية
أولاً، من المعروف أن ترامب يسعى دائماً إلى الظهور بمظهر مختلف عن السياسيين التقليديين.
ثانياً، مثل هذه التصرفات قد تعزز صورته لدى أنصاره باعتباره شخصية “واقعية” لا تتقيد بالشكليات.
لكن في المقابل، قد يرى المعارضون أن الموقف يعكس “قلة خبرة” أو “تجاهلاً” لأهمية الرمزية في العلاقات الدبلوماسية.
المشهد كرمز للجدل المستمر حول ترامب
أخيراً، يمكن القول إن ما حدث في لندن لم يكن مجرد موقف عابر.
بل إنه أصبح رمزاً جديداً يعكس الانقسام الدائم حول شخصية ترامب.
فالبعض يرى فيه زعيماً جريئاً لا يخشى كسر القواعد، بينما يصر آخرون على اعتباره زعيماً متهوراً لا يحترم البروتوكولات.

