شهدت الجولة الأولى من بطولة دوري أبطال أوروبا اليوم رسائل سياسية متباينة، حيث خطفت فلسطين الأضواء في بعض الملاعب الأوروبية.
في إسبانيا، وتحديدًا في إقليم الباسك، أظهرت جماهير نادي أتلتيك بلباو دعمًا قويًا للقضية الفلسطينية.
فعند دخول اللاعبين إلى أرضية الملعب، رفعت الجماهير لافتة ضخمة حملت عبارة مؤثرة جاء فيها: “من اليوم وحتى آخر يوم.. سنبقى بجانبكم”.
وبالإضافة إلى ذلك، تم تلوين العبارة بألوان العلم الفلسطيني، مما أعطى المشهد رمزية واضحة أمام أنظار العالم.
من ناحية أخرى، جاءت هذه المباراة لتكون أول ظهور لبلباو في البطولة الأوروبية منذ سنوات طويلة، الأمر الذي جعل الأجواء مشحونة بالحماس.
وعلاوة على ذلك، فقد تزامن هذا الدعم مع مواجهة فريق إنجليزي كبير هو أرسنال، مما زاد من انتشار الصور والرسائل عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.
مدريد تمنع الرموز الفلسطينية
في المقابل، كان الوضع مختلفًا تمامًا في العاصمة الإسبانية مدريد.
فقد منعت قوات الأمن في ملعب سانتياغو بيرنابيو، التابع لنادي ريال مدريد، جماهير الفريق الضيف مارسيليا الفرنسي من إدخال أي لافتات أو أعلام تحمل رسائل داعمة لفلسطين.
وبحسب ما نشرته الصحافة الإسبانية، فإن عناصر الأمن أبلغوا الجماهير بشكل مباشر بعبارة: “لن تدخل الملعب حاملا علم فلسطين”.
نتيجةً لذلك، اضطر العديد من مشجعي مارسيليا إلى إلقاء أعلامهم الفلسطينية في حاويات الملعب قبل الدخول.
وعلى الرغم من اعتراض بعض الجماهير، إلا أن التعليمات الأمنية كانت صارمة، مما أحدث حالة من الجدل أمام بوابات الاستاد.
تباين المواقف يثير الجدل
هذا التباين الواضح بين مدينتي بلباو ومدريد أثار نقاشًا واسعًا داخل إسبانيا وخارجها.
فمن جهة، اعتُبرت لافتة بلباو رسالة تضامن قوية مع الشعب الفلسطيني، خصوصًا في ظل الأحداث الجارية في غزة.
ومن جهة أخرى، رأى البعض أن منع الرموز الفلسطينية في مدريد يعكس حساسية سياسية تتعلق بإدارة المباريات الأوروبية.
بالإضافة إلى ذلك، سلطت وسائل الإعلام الضوء على هذا الانقسام، مؤكدة أن الملاعب الأوروبية أصبحت ساحة تعبير سياسي، إلى جانب كونها مسرحًا رياضيًا.
وفي المقابل، اعتبر بعض المحللين أن السماح أو المنع مرتبط بموقف كل مدينة أو نادٍ، أكثر من كونه توجيهًا رسميًا من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم “يويفا”.
تأثير على صورة البطولة
من الجدير بالذكر أن مثل هذه الأحداث لا تؤثر فقط على صورة الأندية، بل تنعكس أيضًا على صورة دوري أبطال أوروبا كمسابقة رياضية عالمية.
فعلى سبيل المثال، بينما رأت جماهير بلباو أن الرياضة مساحة حرة للتعبير عن القيم الإنسانية، رأى جمهور مارسيليا أن التضييق على الشعارات الفلسطينية يمثل قمعًا لحرية التعبير.
وبسبب ذلك، تحولت المباريات من مجرد منافسات كروية إلى منصات تحمل رسائل سياسية متناقضة.
الخلاصة
في النهاية، يتضح أن القضية الفلسطينية ما زالت تحضر بقوة حتى في الملاعب الأوروبية.
وعلاوة على ذلك، فإن تباين المواقف بين بلباو ومدريد يعكس انقسامًا أوسع في أوروبا حول كيفية التعامل مع الرموز السياسية في الرياضة.
وبالتالي، من المتوقع أن يستمر الجدل في المباريات المقبلة، خاصة مع اتساع رقعة التضامن العالمي مع فلسطين.