شهدت العاصمة الإسبانية مدريد، يوم الأحد، تظاهرات مؤيدة لفلسطين تسببت في إلغاء المرحلة الأخيرة من سباق فويلتا إسبانيا للدراجات.
وبسبب هذه التطورات غير المتوقعة، أعلن المنظمون أن الدراج الدنماركي يوناس فينغيجورد هو الفائز باللقب العام، رغم عدم استكمال المرحلة النهائية.
تفاصيل التظاهرات
أولًا، خرج آلاف المتظاهرين في شوارع مدريد، رافعين الأعلام الفلسطينية ومنددين بمشاركة فريق إسرائيلي في السباق.
وبالإضافة إلى ذلك، قام المحتجون بتجاوز الحواجز المعدنية الموضوعة على جانبي الطريق، ثم انتقلوا إلى داخل مسار السباق مباشرة، مما أدى إلى فوضى عارمة.
وعلاوة على ذلك، حاولت الشرطة الإسبانية منع المتظاهرين من الوصول إلى الدراجين، لكن العدد الكبير للحشود جعل المهمة صعبة للغاية.
تدخل الشرطة
ثانيًا، دفعت السلطات الإسبانية بعدد كبير من قوات مكافحة الشغب إلى المكان، بهدف إعادة النظام وضمان أمن المشاركين والجمهور.
ومع ذلك، لم تنجح هذه المحاولات في تفريق المتظاهرين بالسرعة المطلوبة، بينما استمر الاشتباك بين الطرفين في بعض الشوارع الجانبية.
ولذلك، قررت اللجنة المنظمة إيقاف المرحلة النهائية بشكل كامل حفاظًا على سلامة الجميع.
إعلان الفائز
ثم جاء القرار الرسمي بإلغاء المرحلة الأخيرة والاكتفاء بالنتائج السابقة.
وبناءً على ذلك، تُوِّج الدراج الدنماركي يوناس فينغيجورد بلقب فويلتا إسبانيا 2025، دون الحاجة لخوض سباق الختام.
كما أن مراسم التتويج التقليدية تم إلغاؤها أيضًا بسبب الظروف الأمنية الطارئة.
ردود الفعل
على سبيل المثال، عبّر عدد من المشاركين في السباق عن تفهمهم لقرار الإلغاء، مؤكدين أن سلامة الرياضيين والجمهور أهم من أي منافسة رياضية.
في المقابل، رأى بعض المتابعين أن هذا المشهد يعكس حجم الغضب الشعبي المتزايد في أوروبا تجاه سياسات الاحتلال الإسرائيلي.
وبالإضافة إلى ذلك، انتشرت صور ومقاطع فيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي توثق لحظات اقتحام المتظاهرين لمسار السباق، وهو ما ساعد على تسليط الضوء بشكل أكبر على القضية الفلسطينية.
البعد السياسي
أيضًا، اعتبر محللون أن ما جرى في مدريد يُظهر الترابط بين الرياضة والسياسة في القضايا الحساسة.
فبينما يهدف السباق عادةً إلى الاحتفاء بالرياضة وجذب السياحة، إلا أن المشاركة الإسرائيلية أثارت موجة غضب واسعة.
وبمعنى آخر، أصبح سباق فويلتا إسبانيا منصة غير مباشرة للتعبير عن المواقف السياسية.
تداعيات مستقبلية
نتيجةً لذلك، يتوقع مراقبون أن يعيد المنظمون التفكير في مشاركة فرق مثيرة للجدل سياسيًا خلال النسخ المقبلة.
كما أن الاتحاد الدولي للدراجات قد يواجه ضغوطًا أكبر لتبني معايير أوضح حول مشاركة الفرق المرتبطة بالنزاعات.
أخيرًا، من المرجح أن تستمر التظاهرات المؤيدة لفلسطين في العواصم الأوروبية، ما لم يحدث تقدم حقيقي في مسار حل الدولتين وإنهاء معاناة المدنيين في غزة.