مقدمة
أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جدلًا واسعًا بعد مقطع فيديو انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، ظهر فيه وهو يهدد صحفيًا من شبكة ABC الأسترالية خلال مؤتمر صحفي في الولايات المتحدة. الحادثة، التي وثّقتها الكاميرات، جاءت أثناء مواجهة مباشرة مع الصحفي جون ليونز بعد سؤاله عن حجم ثروة ترامب منذ عودته إلى البيت الأبيض (The Guardian).
تفاصيل الواقعة
في المقطع، سأل الصحفي جون ليونز الرئيس الأمريكي عن مقدار الزيادة في ثروته منذ توليه منصبه، ليرد ترامب بعصبية قائلاً: “أنت تؤذي أستراليا الآن”، ثم أضاف أنه سيقوم بإبلاغ رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي عن طريقة أسئلته. وأثناء الحوار رفع ترامب إصبعه إلى شفتيه موجّهًا كلمة “Quiet” للصحفي، في إشارة صريحة للصمت، ما اعتُبر إساءة مباشرة لحرية الصحافة (Times of India).
ردود الفعل
الحادثة أثارت ردود فعل واسعة بين الصحفيين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين اعتبروا أن تهديد ترامب ينطوي على محاولة لإسكات الإعلام. بينما لم يصدر بعد تعليق رسمي من الحكومة الأسترالية، إلا أن بعض المراقبين وصفوا الموقف بأنه ضغط دبلوماسي غير مباشر يضع الصحفي في مواجهة مع سلطات بلاده (ABC Australia).
دلالات الحادث
تأتي هذه الواقعة لتؤكد استمرار التوتر في علاقة ترامب بوسائل الإعلام، إذ سبق أن وصف الصحفيين بـ”أعداء الشعب” وهدد بسحب تراخيص بعض القنوات. التهديد الأخير يحمل بعدًا جديدًا، إذ يمزج بين الانتقاد الشخصي للصحفي والتلميح باستخدام العلاقات الدبلوماسية كورقة ضغط.
حرية الصحافة تحت المجهر
يثير هذا الحادث تساؤلات حول مستقبل حرية التعبير في ظل إدارة ترامب، حيث يرى كثيرون أن الهجوم على الصحفيين يضعف ثقة الجمهور في الإعلام ويؤسس لبيئة سياسية تضيق على النقد. منظمات حقوقية مثل مراسلون بلا حدود طالبت مرارًا بوقف هذه الممارسات، معتبرة أن أي تهديد للصحافة هو تهديد مباشر للديمقراطية.
الخلاصة
فيديو تهديد ترامب للصحفي الأسترالي لا يُعتبر مجرد حادثة عابرة، بل حلقة جديدة في سلسلة طويلة من المواجهات بينه وبين الإعلام. وبينما يحاول ترامب فرض سيطرته على الخطاب العام، يبقى الإعلام الحر خط الدفاع الأول عن الشفافية والمساءلة.
