قال إياد الموسمي، مراسل “القاهرة الإخبارية” من مدينة عدن، إن طائرات الاحتلال الإسرائيلي شنت أكثر من 12 غارة جوية مكثفة استهدفت أرصفة ومنشآت ميناء الحديدة على الساحل الغربي لليمن.
وأضاف أن الانفجارات كانت عنيفة للغاية، وسمع دويها في مختلف أرجاء المدينة. كما تصاعدت ألسنة اللهب والدخان من مناطق القصف، مما أدى إلى حالة كبيرة من الذعر بين السكان.
أهداف القصف ورسائل إسرائيلية
وأوضح الموسمي أن الضربات استهدفت بشكل رئيسي البنية التحتية للميناء، الذي يعد ميناءً مدنيًا وتجاريًا مهمًا.
ومع ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي أن الهجمات جاءت لتحييد ما وصفه بـ”أنشطة عسكرية حوثية” في المنطقة.
وبالإضافة إلى ذلك، أكد المراسل أن إسرائيل كانت قد وجهت تحذيرات مسبقة للمدنيين بضرورة الابتعاد عن الميناء، وهو ما دفع الكثير منهم إلى مغادرة المنطقة قبل تنفيذ الضربات.
خلفية حول استهداف ميناء الحديدة
تجدر الإشارة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها ميناء الحديدة للقصف.
فقد سبق أن دُمر الميناء بنسبة كبيرة خلال السنوات الماضية، ثم قامت جماعة الحوثي بإعادة تأهيله وتشغيله مجددًا.
وعلاوة على ذلك، يمثل الميناء شريانًا اقتصاديًا مهمًا لليمن، إذ يعتمد عليه الملايين في استيراد المواد الغذائية والسلع الأساسية.
لذلك، فإن استهدافه يثير دائمًا مخاوف إنسانية كبيرة، بسبب تأثيره المباشر على الوضع المعيشي للسكان.
غموض حول الخسائر البشرية
وفيما يتعلق بالخسائر، أوضح الموسمي أنه لم تُعلن حتى اللحظة أي حصيلة رسمية لعدد الضحايا.
ويرجع ذلك إلى وجود تعتيم إعلامي من قبل الحوثيين، الذين يمنعون التصوير أو تداول المعلومات من داخل الميناء.
ومن ثم، تبقى الأوضاع غير واضحة حتى صدور بيانات رسمية من الجماعة.
ومع ذلك، فإن شهود عيان تحدثوا عن دمار واسع في المنشآت، بالإضافة إلى حالة من الخوف بين الأسر التي تقطن بالقرب من المنطقة المستهدفة.
استمرار التحليق والغارات الجوية
وأضاف المراسل أن الغارات استمرت لقرابة 10 دقائق متواصلة حتى لحظة حديثه، بينما واصلت الطائرات الإسرائيلية التحليق في أجواء الحديدة.
كما أن الجيش الإسرائيلي لم يعلن رسميًا انتهاء العملية العسكرية، وهو ما يعزز من احتمالية تكرار الضربات في الساعات المقبلة.
وبالتالي، يعيش سكان المدينة حالة من الترقب والقلق، خاصة في ظل استمرار تحليق الطائرات على علو منخفض.
تداعيات محتملة على الوضع الإنساني
من ناحية أخرى، يرى مراقبون أن هذه الغارات قد تؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن.
فالميناء يُعد البوابة الرئيسية لدخول المساعدات الإنسانية والإمدادات الغذائية.
وبسبب ذلك، فإن استهدافه قد يعرقل وصول الإغاثة الدولية، مما يزيد من معاناة السكان الذين يعيشون بالفعل تحت وطأة الحرب والحصار.
وبالإضافة إلى ذلك، يخشى خبراء الاقتصاد من أن تتسبب هذه الضربات في تعطيل حركة التجارة ورفع أسعار السلع داخل الأسواق المحلية.
ردود الفعل المنتظرة
حتى الآن، لم تصدر أي ردود فعل دولية قوية بشأن هذه الضربات.
لكن من المتوقع أن تثير العملية انتقادات واسعة، خصوصًا من منظمات حقوقية وإنسانية تعتبر أن استهداف ميناء مدني يمثل خرقًا للقانون الدولي.
وعلى الرغم من تصريحات الجيش الإسرائيلي بشأن وجود “أنشطة عسكرية” داخل الميناء، إلا أن الصور الأولية للقصف تظهر أضرارًا جسيمة في المرافق المدنية.
خاتمة
في الختام، يمكن القول إن الغارات الإسرائيلية على ميناء الحديدة تعكس تصعيدًا خطيرًا في مسار الحرب باليمن.
كما أن استمرار استهداف المنشآت المدنية ينذر بتداعيات إنسانية واقتصادية واسعة النطاق.
وبالتالي، يبقى الوضع في الحديدة مرشحًا لمزيد من التوتر، في انتظار ما ستسفر عنه الساعات والأيام المقبلة من تطورات.