الأربعاء - 2025/10/15 9:38:53 مساءً

NE

News Elementor

هذا الموقع بــرعاية

فضيحة في الكنيست.. جنود يحتجون بأدوية على تزايد الانتحار بالجيش الإسرائيلي

محتوي الخبر

شهدت قاعة الكنيست الإسرائيلي حادثة غير مسبوقة أثارت جدلاً واسعًا، وذلك خلال جلسة مخصصة لمناقشة تزايد حالات الانتحار في صفوف الجنود بالجيش الإسرائيلي. فقد قام عدد من الجنود بخطوة دراماتيكية، حيث أفرغوا أكوامًا كبيرة من الأدوية والعقاقير النفسية على طاولة القاعة، في مشهد صادم يعكس حجم الأزمة التي يعيشها الجيش.

أزمة الانتحار داخل الجيش الإسرائيلي

من المعروف أن الجيش الإسرائيلي يواجه منذ سنوات ارتفاعًا ملحوظًا في معدلات الانتحار بين جنوده. وبالإضافة إلى ذلك، تكشف التقارير أن الضغوط النفسية والتوترات المستمرة على الحدود وفي العمليات العسكرية تؤدي إلى تفاقم هذه الظاهرة. علاوة على ذلك، يشير خبراء الصحة النفسية إلى أن غياب الدعم المؤسسي وعدم وجود برامج وقائية فعالة يسهمان بشكل مباشر في اتساع الأزمة.

تفاصيل المشهد داخل الكنيست

خلال الجلسة الأخيرة، حاولت لجنة خاصة مناقشة الأسباب الكامنة وراء ارتفاع حالات الانتحار. ومع ذلك، جاء احتجاج الجنود ليحوّل النقاش إلى فضيحة علنية. فقد ألقى الجنود عشرات العبوات الدوائية على الطاولة أمام النواب، في رسالة واضحة مفادها أن “الحلول التي يقدمها الجيش تقتصر على حبوب مهدئة بدلاً من معالجة جذور الأزمة”.

وبسبب هذا التصرف المفاجئ، توقفت الجلسة وسط حالة من الارتباك والفوضى. في المقابل، اعتبر بعض النواب أن الخطوة كانت “صرخة استغاثة” تكشف فشل المنظومة العسكرية في رعاية أفرادها. بينما، رأى آخرون أن ما جرى يمثل إحراجًا كبيرًا لصورة الجيش أمام الرأي العام المحلي والدولي.

أسباب تفاقم الظاهرة

أولًا، تشير الدراسات إلى أن بيئة الخدمة العسكرية الإسرائيلية تتسم بالضغط النفسي المستمر، نتيجة المشاركة في مواجهات متكررة.
ثانيًا، يعاني الجنود من قلة الاهتمام النفسي والمعنوي، حيث لا يحصلون على الدعم الكافي لإدارة الصدمات.
بالإضافة إلى ذلك، يعتمد الجيش في الغالب على الأدوية المهدئة كحل سريع، بدلًا من تقديم برامج علاجية متكاملة.
وعلاوة على ذلك، فإن وصمة العار المرتبطة بالاضطرابات النفسية تجعل الكثير من الجنود يترددون في طلب المساعدة.

ردود الفعل على الحادثة

أثارت الحادثة ردود فعل واسعة داخل الأوساط الإسرائيلية. فمن ناحية، حمّل بعض الخبراء القيادة العسكرية المسؤولية الكاملة عن تصاعد حالات الانتحار. ومن ناحية أخرى، حاول المتحدث باسم الجيش التخفيف من وقع الأزمة، مؤكدًا أن “المؤسسة العسكرية تعمل على تطوير برامج دعم نفسي شاملة”.

مع ذلك، يرى محللون أن هذه التصريحات لا تكفي لطمأنة الرأي العام، خاصة وأن الأرقام الصادرة مؤخرًا تظهر أن الانتحار بات أحد أبرز أسباب وفاة الجنود في أوقات السلم. لذلك، يعتقد كثيرون أن الأزمة مرشحة للتصاعد إذا لم يتم اتخاذ خطوات حقيقية وجادة.

أبعاد اجتماعية وسياسية

لا تقتصر القضية على بعدها العسكري فحسب، بل تحمل أيضًا أبعادًا اجتماعية وسياسية خطيرة. إذ إن استمرار ارتفاع معدلات الانتحار يعكس هشاشة البنية الداخلية للمجتمع الإسرائيلي. على سبيل المثال، تشير تقارير إلى أن العائلات بدأت تُبدي مخاوف متزايدة من إرسال أبنائها للخدمة الإلزامية.

في المقابل، يحذر مراقبون من أن هذه الظاهرة قد تؤثر على صورة الجيش باعتباره المؤسسة الأكثر قوة وتأثيرًا في إسرائيل. لذلك، قد يضطر صناع القرار قريبًا إلى مراجعة سياساتهم بشكل شامل لتفادي مزيد من الأزمات.

خاتمة

في النهاية، تكشف الفضيحة التي شهدها الكنيست الإسرائيلي عن عمق الأزمة النفسية داخل الجيش، وعن الحاجة الماسة إلى إصلاحات جذرية. فبدلًا من الاكتفاء بالمسكنات والأدوية، يجب أن يتم الاستثمار في برامج وقاية ودعم نفسي حقيقي. وبسبب خطورة الوضع، قد يتحول ملف الانتحار إلى قضية رأي عام تضغط على الحكومة والجيش معًا، وتجبرهما على اتخاذ قرارات عاجلة لضمان عدم تفاقم الأزمة في المستقبل.

الاكثر قراءة

اشترك معنا

برعايـــة

حقوق النشر محفوظة لـ أخبار الكويت © 2025
تم تصميمه و تطويره بواسطة

www.enogeek.com