أكد رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبدالرحمن، أن بلاده لن تتهاون مع أي انتهاك لسيادتها. وأوضح أن التصعيد الإسرائيلي لن يوقف جهود الوساطة التي تقوم بها قطر مع مصر والولايات المتحدة لإنهاء الحرب في غزة.
وأشار إلى أن “العدوان الإسرائيلي الذي استهدف قطر يعد سابقة خطيرة”، مطالبًا المجتمع الدولي بمحاسبة تل أبيب على جرائمها. وأضاف أن تجاهل هذا العدوان قد يعرض الجميع لمزيد من التمادي الإسرائيلي.
القمة العربية الإسلامية في الدوحة
تصريحاته جاءت خلال استضافة قطر القمة العربية الإسلامية الطارئة، التي ناقشت التطورات الإقليمية بعد الهجوم الإسرائيلي على قادة حركة حماس في الدوحة.
وقد أسفر الهجوم عن مقتل ستة أشخاص بينهم جندي قطري، أثناء مناقشة المقترح الأميركي لوقف الحرب. ولقي الاعتداء رفضًا خليجيًا وعربيًا وإسلاميًا، إضافة إلى رفض دولي واسع.
تصريحات وزير الخارجية القطري
من جانبه، أوضح وزير الخارجية القطري أن غياب محاسبة إسرائيل شجعها على التمادي. وبيّن أن تل أبيب رفضت مقترحات وقف إطلاق النار، مؤكداً أن حرب الإبادة التي تمارسها لن تنجح في تهجير سكان غزة.
وعلاوة على ذلك، وصف الاعتداء الإسرائيلي بأنه إرهاب دولة، مشيرًا إلى أنه يشكل تهديدًا مباشرًا للسلم والاستقرار الإقليمي.
اتصالات دبلوماسية وتحضيرات
شهدت الساعات الأخيرة اتصالات مكثفة بين وزراء خارجية الدول المشاركة لتنسيق المواقف قبل القمة.
وبالإضافة إلى ذلك، جددت قطر رفضها القاطع لأي اعتداء على أراضيها، مؤكدة أن التصعيد الإسرائيلي يعكس غطرسة سياسية وعسكرية.
خلفية الوساطة القطرية
تستضيف قطر المكتب السياسي لحماس منذ عام 2012، كما رعت جولات تفاوض غير مباشرة بين الحركة وإسرائيل. ومع ذلك، لم تُقدّر تل أبيب هذه الجهود.
وفي هذا السياق، شدد الشيخ محمد على أن “إسرائيل كان عليها تقدير دور الوساطة بدلًا من شن هجوم همجي”. وأوضح أن الاستهداف الأخير يثبت أن إسرائيل لا تعترف بأي خطوط حمراء.
دلالات الموقف القطري
يرى مراقبون أن الهجوم يهدف إلى إضعاف الوساطة القطرية. لكن الموقف الحازم للدوحة يعزز صورتها كوسيط رئيسي في أزمات المنطقة.
ولذلك، فإن إصرار قطر على الاستمرار في جهودها، رغم الاعتداء، يعكس التزامها بالحلول السياسية والدبلوماسية كخيار استراتيجي.
