طالب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يوم السبت، دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) بوقف شراء النفط من روسيا بشكل كامل. وأكد ترامب أن هذا الشرط أساسي قبل فرض عقوبات كبيرة على موسكو. بالإضافة إلى ذلك، أوضح أن أي تحرك منفرد من واشنطن لن يكون كافيًا إذا لم يلتزم به جميع الحلفاء.
موقف ترامب من العقوبات
أعلن ترامب عبر منصته “تروث سوشال” أنه مستعد لاتخاذ خطوات واسعة ضد روسيا. ومع ذلك، ربط هذه الخطوات بضرورة التوافق الجماعي داخل الحلف. وقال نصًا: “أنا مستعد لفرض عقوبات كبيرة على روسيا عندما تتفق جميع دول الناتو وتبدأ بتنفيذ الأمر نفسه، وعندما تتوقف جميع دول الناتو عن شراء النفط من روسيا”.
انتقاد التزام الناتو
علاوة على ذلك، اعتبر ترامب أن التزام الناتو في الحرب الأوكرانية “كان أقل بكثير من 100%”. وأشار إلى أن استمرار بعض الدول في شراء النفط الروسي أمر “صادم”. وأضاف أن هذه الممارسات “تضعف الموقف التفاوضي وتقلل من قوة المساومة مع روسيا”. لذلك، شدد على أن وحدة الموقف شرط لتحقيق تأثير حقيقي.
دعوة إلى التنسيق المشترك
في المقابل، أكد ترامب أنه جاهز للتحرك الفوري متى التزم الحلفاء. وقال: “على أي حال، أنا جاهز للتحرك عندما تكونون أنتم جاهزين. فقط قولوا متى؟”. بهذه الكلمات، وضع الكرة في ملعب شركاء الناتو. وبذلك، حاول الرئيس الأميركي السابق دفعهم نحو موقف أكثر صرامة.
طرح مقترحات إضافية
لم يقتصر طرح ترامب على النفط الروسي فقط، بل تحدث عن إجراءات اقتصادية أخرى. على سبيل المثال، دعا الناتو إلى فرض رسوم جمركية تتراوح بين 50% و100% على الصين. كما أوضح أن هذه الرسوم يجب أن تلغى كليًا بعد انتهاء الحرب الروسية الأوكرانية. واعتبر أن هذه السياسة ستُسهم في الضغط على موسكو من جهة، وتساعد في إنهاء الحرب “الدموية والسخيفة” من جهة أخرى.
أبعاد اقتصادية وسياسية
بالإضافة إلى ذلك، يرى محللون أن مقترحات ترامب تحمل أبعادًا اقتصادية معقدة. ففي حين أنها قد تعزز الضغط على روسيا، إلا أنها في المقابل قد تضر باقتصادات بعض دول الناتو المعتمدة على الطاقة الروسية. بينما يرى آخرون أن فرض رسوم مرتفعة على الصين سيزيد من حدة التوتر التجاري بين بكين وواشنطن. ومع ذلك، يعتقد ترامب أن هذه الإجراءات ستعجّل بإنهاء الحرب وتدفع الأطراف نحو التفاوض.
التحديات أمام تنفيذ المقترحات
لكن، على الرغم من دعوات ترامب، فإن تنفيذ هذه الخطوات يواجه عقبات عدة. أولًا، تعتمد بعض دول أوروبا بشكل كبير على واردات الطاقة الروسية، ما يجعل وقفها الفوري أمرًا صعبًا. ثانيًا، قد تواجه الرسوم الجمركية على الصين اعتراضات من حلفاء يرون أن ذلك يفتح جبهة نزاع جديدة. لذلك، يبقى تحقيق إجماع داخل الناتو تحديًا أساسيًا.
الخاتمة
في النهاية، تضع تصريحات ترامب ملف الحرب الأوكرانية والطاقة الروسية مجددًا في واجهة النقاش الدولي. بالإضافة إلى ذلك، فإن ربط العقوبات بالتوافق الجماعي يبرز إدراكه لأهمية وحدة الموقف الغربي. ومع ذلك، يبقى السؤال: هل يتمكن الناتو من تجاوز خلافاته الداخلية وتطبيق ما يطرحه ترامب، أم تظل هذه الدعوات حبرًا على ورق؟
