في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة تصعيدًا إقليميًا بسبب الغارات الإسرائيلية على قطر واليمن، تصاعد العنف في الضفة الغربية المحتلة وشرق القدس.
فقد شهدت القدس هجومًا مسلحًا على محطة حافلات أسفر عن مقتل ستة إسرائيليين. بالإضافة إلى ذلك، تعرض شخصان آخران للطعن في حادث منفصل، ما زاد من حالة التوتر.
ردود إسرائيلية في الضفة الغربية
بالتوازي مع هذه الأحداث، أطلقت القوات الإسرائيلية النار على ثلاثة فلسطينيين يبلغون 14 عامًا في الضفة الغربية. ونتيجة لذلك، قُتل اثنان منهم على الفور، بينما أصيب الثالث بجروح.
علاوة على ذلك، نفذت القوات حملة اعتقالات واسعة في مدينة طولكرم بعد استهداف مركبة عسكرية بعبوة ناسفة أدت إلى إصابة جنديين بجروح طفيفة. وقد شملت الحملة احتجاز مئات الفلسطينيين، قبل إطلاق سراح غالبيتهم لاحقًا.
خلفية النزاع المستمر
من الجدير بالذكر أن الحرب في غزة أودت بحياة عشرات الآلاف من الفلسطينيين. كما أن تداعياتها المستمرة تُلقي بظلالها على الضفة الغربية والقدس.
بالإضافة إلى ذلك، يعيد هذا التصعيد التذكير بجذور الصراع الممتد منذ عقود، حيث سيطرت إسرائيل على الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة عام 1967. ويرى الفلسطينيون أن هذه الأراضي تشكل أساس دولتهم المستقبلية.
موقف الحكومة الإسرائيلية
في المقابل، جدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هذا الأسبوع رفضه القاطع لفكرة إقامة دولة فلسطينية. علاوة على ذلك، أعلن عن مشروع استيطاني ضخم اعتبره منتقدون محاولة جديدة لشطر الضفة الغربية إلى نصفين، وهو ما يزيد من تعقيد أي جهود للتسوية السياسية.
مأساة في جنين
وفي سياق متصل، وقعت مأساة في مدينة جنين بالضفة الغربية. فقد قتل الجيش الإسرائيلي طفلين في الرابعة عشرة من عمرهما أثناء عودة عائلتهما إلى منزلهم المدمر بعد عملية عسكرية سابقة.
ووفقًا لرواية والد أحد الضحايا، عبد العزيز مجارمة، فقد كان ابنه إسلام مجارمة يسير بجانبه عندما أصيب فجأة برصاصة وسقط أرضًا. وأضاف الأب أن جنديًا أمره بمغادرة المكان، لكنه رفض قائلاً: “هذا طفل، كيف أتركه؟”
الرواية الإسرائيلية
لكن الجيش الإسرائيلي قدم رواية مغايرة، إذ ذكر في بيان رسمي أن مجموعة من “المشتبه بهم” دخلت منطقة محظورة في جنين واقتربت من الجنود بشكل اعتبر تهديديًا. لذلك، أطلقت القوات النار بعد أن تجاهلوا الأوامر بالمغادرة. ومع ذلك، أكد الجيش أنه يراجع الحادثة للتأكد من تفاصيلها.
انعكاسات إقليمية
على الرغم من أن التركيز العالمي منصب على الحرب في غزة، فإن الأحداث في الضفة الغربية والقدس الشرقية تشير بوضوح إلى أن التوترات تتوسع. وبالتالي، فإن أي تصعيد إضافي قد يؤدي إلى انفجار شامل يمتد إلى دول الجوار.
علاوة على ذلك، يرى محللون أن استمرار الانتهاكات الإسرائيلية في الضفة، بالتوازي مع الحرب في غزة، قد يفاقم الغضب الشعبي ويزيد من عزلة إسرائيل دوليًا.
الخلاصة
في النهاية، تكشف هذه التطورات عن حلقة جديدة من دوامة العنف المستمرة. فبينما تؤكد إسرائيل أنها تواجه تهديدات أمنية، يرى الفلسطينيون أن سياساتها تعكس احتلالًا مستمرًا واستهدافًا للمدنيين. لذلك، يظل السؤال الأساسي: إلى متى سيبقى هذا الصراع بلا حل، وإلى متى سيدفع الأبرياء الثمن؟
