في إطار التحركات المصرية المستمرة لدعم القضية الفلسطينية، استقبل الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، اليوم الأحد، الفريق جبريل الرجوب أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح الفلسطينية. جاء اللقاء بهدف مناقشة تطورات الأوضاع المتسارعة في الضفة الغربية وقطاع غزة، إضافة إلى بحث سبل التنسيق المشترك على الصعيدين الإقليمي والدولي.
الجهود المصرية لوقف الحرب في غزة
أولًا، استعرض الوزير عبد العاطي الجهود التي تبذلها مصر من أجل وضع حد للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
بالإضافة إلى ذلك، شدد على أن القاهرة تواصل مساعيها لتأمين نفاذ المساعدات الإنسانية إلى القطاع بشكل منتظم.
كما أن الوزير أكد رفض مصر القاطع للعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، ولجميع محاولات تهجير الفلسطينيين من أراضيهم.
علاوة على ذلك، وصف عبد العاطي الممارسات الإسرائيلية بأنها جرائم إبادة جماعية، مشيرًا إلى استخدام سياسة التجويع كسلاح ضد الشعب الفلسطيني.
ولذلك، جدد تأكيده على أهمية قبول إسرائيل بمقترح وقف إطلاق النار الذي طرحه الوسطاء في مصر وقطر.
هذا المقترح، كما أوضح الوزير، يستند إلى مبادرة المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط.
ومن ثم، يمكن أن يشكل وقف إطلاق النار خطوة أولية نحو إعادة إعمار غزة.
وفي هذا السياق، أشار الوزير إلى المؤتمر الدولي للتعافي المبكر وإعادة الإعمار، والمقرر عقده في مصر بالتعاون مع السلطة الفلسطينية والأمم المتحدة.
إدانة المخططات الإسرائيلية في الضفة الغربية
ثانيًا، تطرق اللقاء إلى تطورات الضفة الغربية.
وفي هذا الشأن، أدان الوزير عبد العاطي المخطط الاستيطاني الإسرائيلي في منطقة E1، مؤكدًا أنه يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي.
كما أن الوزير أعرب عن رفضه للممارسات الإسرائيلية غير القانونية، مثل مصادرة الأراضي الفلسطينية.
بالإضافة إلى ذلك، ندد بحملات الترهيب التي يقوم بها المستوطنون ضد الفلسطينيين العزل. ولهذا السبب، شدد على ضرورة وقف جميع الإجراءات الأحادية التي تعرقل فرص تحقيق السلام العادل والشامل.
دعم الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية
ثالثًا، ناقش الجانبان سبل حشد الدعم الدولي للاعتراف بالدولة الفلسطينية. وعلى سبيل المثال، تناول اللقاء المخرجات المتوقعة للمؤتمر الدولي الخاص بتنفيذ حل الدولتين.
هذا المؤتمر ستستضيفه نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال الشهر الجاري.
وفي هذا السياق، أكد الوزير عبد العاطي دعم مصر الكامل لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة. ومن أبرز هذه الحقوق: حق تقرير المصير، وإقامة الدولة المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967. كما شدد على أن تكون القدس الشرقية هي العاصمة الأبدية لتلك الدولة.
أهمية الموقف المصري في المرحلة الحالية
رابعًا، يرى مراقبون أن اللقاء يعكس إصرار مصر على لعب دور محوري في القضية الفلسطينية. فمن ناحية، تعمل القاهرة على منع اتساع رقعة الحرب في غزة.
وفي المقابل، تسعى جاهدة لوقف التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية.
إلى جانب ذلك، تحرص مصر على تقديم مبادرات عملية مثل مؤتمر إعادة الإعمار. نتيجةً لذلك، يمكن أن تتحول القاهرة إلى مركز رئيسي لإدارة الجهود الدولية الخاصة بفلسطين.
ومن ثم، يعزز هذا الدور مكانة مصر كوسيط إقليمي يحظى بالثقة من الأطراف كافة.
خلاصة
في الختام، يتضح أن مصر تواصل تحركاتها الدبلوماسية المكثفة لدعم الحقوق الفلسطينية. فمن خلال رفضها للعمليات العسكرية الإسرائيلية، وسعيها لتأمين المساعدات الإنسانية، تؤكد التزامها بدعم غزة. وعلى الجانب الآخر، فإن إدانتها للمخططات الاستيطانية بالضفة الغربية تعكس موقفًا ثابتًا ضد انتهاكات الاحتلال. وبالإضافة إلى ذلك، فإن جهودها لحشد الدعم الدولي لحل الدولتين تؤكد رؤيتها لتحقيق سلام عادل ودائم.
وبهذا، يظل الدور المصري عنصرًا أساسيًا في حماية القضية الفلسطينية، خاصة في ظل التحديات المتزايدة التي تواجهها المنطقة.
