أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الأحد، عن استعداده لفرض جولة ثانية من العقوبات على روسيا، مؤكدًا أن القرار النهائي سيعتمد على مواقف موسكو في الفترة المقبلة. وأوضح ترامب أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعرف جيدًا موقف واشنطن، مضيفًا: “القرار الآن بيد بوتين، فإذا استجاب بشكل إيجابي سنكون راضين، أما إذا لم يحدث ذلك فسنلجأ إلى إجراءات جديدة”.
وبالإضافة إلى ذلك، شدد ترامب على أن واشنطن لن تتساهل مع أي تهديد للأمن الدولي، مؤكدًا أن روسيا تواجه ضغوطًا اقتصادية وسياسية منذ بداية حرب أوكرانيا.
خلفية العقوبات السابقة
على سبيل المثال، فرضت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون عدة جولات من العقوبات على روسيا منذ غزوها لأوكرانيا في فبراير 2022. وشملت هذه العقوبات قطاعات الطاقة والنظام المصرفي والتكنولوجيا المتقدمة. كذلك، جُمّدت أصول عدد من كبار رجال الأعمال والسياسيين الروس المقربين من الكرملين.
اتخذ الاتحاد الأوروبي خطوات مشابهة، فحظر استيراد النفط الروسي بحرًا، وقيّد تصدير التكنولوجيا الداعمة للمجهود العسكري. هذه الإجراءات مجتمعة أدت إلى تراجع كبير في الاقتصاد الروسي وارتفاع التضخم بمعدلات غير مسبوقة.
الموقف الروسي ومحاولات الالتفاف
وفي المقابل، حاولت موسكو تقليل أثر هذه العقوبات عبر تعزيز شراكاتها الاقتصادية مع دول كالصين والهند، بالإضافة إلى تطوير نظام دفع بديل عن نظام “سويفت”. ومع ذلك، يرى محللون أن هذه المحاولات لم تنجح، إذ ما زالت الشركات الروسية تجد صعوبة في دخول الأسواق العالمية.
ولهذا السبب، قد تزيد العقوبات الأميركية من عزلة روسيا، خصوصًا إذا شملت الصناعات الدفاعية أو صادرات الغاز.
تداعيات محتملة على الأسواق العالمية
لذلك، يتوقع خبراء أن تؤدي أي عقوبات إضافية إلى مزيد من التقلبات في أسواق الطاقة العالمية، إذ إن روسيا تعد واحدة من أكبر مصدري النفط والغاز. ومن ثم، فإن أي قيود على صادراتها قد ترفع الأسعار عالميًا، مما يزيد الضغط على اقتصادات أوروبا وآسيا المستوردة للطاقة.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن الأسواق المالية العالمية قد تشهد حالة من عدم الاستقرار نتيجة تصاعد التوترات الجيوسياسية. ويشير اقتصاديون إلى أن أي خطوة أميركية جديدة ستزيد من صعوبة الوصول إلى تسوية سياسية قريبة للحرب الأوكرانية.
موقف واشنطن من الحرب في أوكرانيا
أكد ترامب أن واشنطن ستواصل دعم أوكرانيا سياسيًا وعسكريًا، ولن تتراجع عن التزاماتها تجاه كييف. وفي هذا السياق، أرسلت واشنطن حزم مساعدات عسكرية متكررة شملت صواريخ دفاع جوي وأنظمة متطورة لمواجهة الجيش الروسي.
كذلك، تنسق الولايات المتحدة مع الناتو لتعزيز الجبهة الشرقية، في رسالة واضحة لروسيا بأن التمدد العسكري لن يمر دون رد.
الخلاصة
وبذلك، يمكن القول إن تصريحات ترامب الأخيرة تشكل تحذيرًا واضحًا لموسكو، ورسالة بأن واشنطن لن تتردد في استخدام المزيد من أدوات الضغط إذا لم تلتزم روسيا بخطوات نحو السلام. على الرغم من محاولات الكرملين الالتفاف على العقوبات، فإن جولة جديدة قد تزيد عزلة موسكو وتضعف اقتصادها على المدى الطويل.
في النهاية، تبقى علاقة واشنطن وموسكو في أشد مراحلها توترًا منذ الحرب الباردة، فيما يدفع الشعب الأوكراني ثمن الصراع وتباطؤ الحلول السياسية.
