الأربعاء - 2025/11/19 10:09:14 مساءً

NE

News Elementor

هذا الموقع بــرعاية

قمة بكين: تحالف الصين وروسيا بين التاريخ والاقتصاد

محتوي الخبر

في العاصمة الصينية بكين، التقى الرئيسان فلاديمير بوتين وشي جين بينغ في قمة بكين، وهي قمة وُصفت بالتاريخية لأنها أعادت إلى الواجهة تحالفًا استراتيجيًا يتكئ على ذاكرة الحرب وتحوّلات الاقتصاد الحديث. وبعبارة أخرى، لم يكن اللقاء مجرد حدث بروتوكولي، بل على العكس، كان وثيقة سياسية تحمل رسائل مباشرة إلى الغرب والاتحاد الأوروبي.

الحرب العالمية الثانية: ذاكرة تضحيات تصنع السردية

في البداية، ذكّر الجانبان بأن الانتصار على النازية والفاشية لم يكن إنجازًا غربيًا منفردًا، بل على العكس، شاركت فيه قوى الشرق بدمائها. فقد قدّم الاتحاد السوفييتي والصين أثمانًا باهظة من الأرواح والدمار. علاوة على ذلك، فإن أحداثًا مأساوية مثل مجزرة نانجينغ ما زالت حاضرة في الذاكرة الجمعية. وبالتالي، فإن استدعاء هذه التضحيات يهدف إلى تأكيد أن دور الشرق في صياغة النظام الدولي ليس طارئًا بل أصيلًا.

اقتصاد الطاقة والمعادن الإستراتيجية: أوراق قوة الحاضر

بعد ذلك، انتقل الخطاب إلى الحاضر. فقد شدّد شي جين بينغ على مكانة الصين كأكبر قوة صناعية وتجارية في العالم. في المقابل، أكد بوتين أن روسيا تظل لاعبًا محوريًا في أسواق الطاقة بفضل الغاز والنفط. فضلًا عن ذلك، فإن ملف المعادن النادرة والإستراتيجية يضيف ورقة قوة جديدة، إذ تدخل هذه المعادن في الصناعات المتقدمة مثل البطاريات والرقائق والذكاء الاصطناعي. وبهذا الشكل، يصبح لمحور الصين وروسيا نفوذ مباشر على سلاسل التوريد العالمية.

ماذا ناقشت قمة بكين؟

1) الطاقة والتكامل اللوجستي

أولًا، ركزت القمة على تعزيز الإمدادات وتنويع مسارات النقل. ثانيًا، ناقش الطرفان تطوير آليات تسعير أكثر استقلالًا عن المراكز الغربية.

2) الممرات التجارية البديلة

إضافة إلى ذلك، اتفق الجانبان على بناء ممرات تجارية بديلة تقلّل الاعتماد على المسارات التي يهيمن عليها الغرب. ومن ثم، سيتمكنان من ربط آسيا بأوروبا والشرق الأوسط بطرق أسرع وأكثر أمانًا.

3) التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي

على صعيد آخر، تم طرح مشروعات مشتركة في الذكاء الاصطناعي والتصنيع المتقدّم. كما أن هناك توجهًا نحو توطين البرمجيات والبنى التحتية الرقمية لضمان السيادة التكنولوجية.

4) المعادن الإستراتيجية

وفي الوقت نفسه، ناقش الطرفان تعميق الشراكات في مجال التعدين والمعالجة. وبناءً على ذلك، يهدفان إلى ضمان أمن الإمدادات للصناعات الحساسة مستقبلًا.

أوروبا بين القلق وإعادة التموضع

من ناحية أخرى، تابع الاتحاد الأوروبي القمة بنبرة حذرة. فمن جهة، شكك بعض قادته في السردية التاريخية التي تطرحها موسكو وبكين. ومن جهة أخرى، اعترف آخرون بأن ميزان القوى الاقتصادي يتحرّك فعلًا. علاوة على ذلك، فإن أزمات الطاقة وتراجع التنافسية الصناعية يدفعان أوروبا إلى إعادة التفكير في علاقاتها مع الشرق.

إلى أين يتجه المشهد؟

في النهاية، لم تكن قمة بكين مجرد لقاء سياسي عابر، بل على العكس، كانت إعلانًا عن محور عالمي جديد يرتكز على التاريخ والقوة الاقتصادية والتكامل التقني. وبالتالي، ومع تسارع التعددية القطبية، سيصعب على أوروبا تجاهل الشرق أو التقليل من شأنه.

الاكثر قراءة

اشترك معنا

برعايـــة

حقوق النشر محفوظة لـ أخبار الكويت © 2025
تم تصميمه و تطويره بواسطة

www.enogeek.com